كثفت الدول المتقدمة من مساعيها لتطوير إستراتيجيات التحصين ضد فيروس "كورونا" والحد من انتشاره، والعمل على احتوائه من خلال اللقاحات المضادة له.
والعام الماضي، بدأت العديد من الدول حول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وروسيا، على إجراء اختبارات وتجارب، لاعتماد لقاح للفيروس المستجد.
وتكللت مساعي تلك الدول بإنتاج لقاح لـ"كورونا"، منح الأمل للبشرية بعد الشلل الذي أصاب مختلف مناحي الحياة، والإغلاق التام الذي شهدته العديد من البلدان، وما تبعه من خسائر اقتصادية وآثار نفسية.
ومع بدء حملات التطعيم باللقاحات المعتمدة والتي جميعها على شكل حقن، واجهت العديد بعض الدول مشاكل متعلقة بالظروف الخاصة لتخزين اللقاح، ووصوله إلى الأرياف والمناطق النائية، فضلاً عن الحاجة لفرز كوادر خاصة لحملات التطعيم.
وفي محاولة لتذليل تلك الصعوبات، بدأت شركات أمريكية وبشكل فعلي بإجراء تجارب على لقاحات تعطى بأشكال مختلفة تكون بديلة عن الحقن، كالبخ عبر الأنف، أو الرذاذ الأنفي عبر أجهزة استنشاق شبيهة بالأجهزة الخاصة بمرضى "الربو".
يضاف إلى ذلك الحقن عبر الجلد باستخدام مسدس هواء عالي الضغط لا يحتوي على إبرة، يمر عبر الجلد بشكل مباشر لتوصيل جزئيات الحمض النووي، كما تم إجراء اختبارات على "رُقع اللقاح" باستخدام عدد من المستضدات.
وتقنية "رُقع اللقاح" هي عبارة عن وضع ضماد صغير على اليد لمدة يوم واحد، ويكون هذا الضماد مزوداً باللقاح المضاد للفيروس، بحيث يمتصه جسم الإنسان ويصبح بعد ذلك محصناً من الفيروس، وذلك بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" عن أحد العاملين في المختبرات الأمريكية.
ووفقاً للمتحدث فإن هذه التقنية ستدخل في التجارب السريرية في الشهرين المقبلين، مؤكداً أن الهدف هو الوصول إلى لقاح ذاتي الإدارة، ويمكن لأي شخص توزيعه حتى عبر البريد، ونقله بمختلف الظروف.
وتجاوز عدد الأشخاص المصابين بفيروس "كورونا" الذي ظهر لأول مرة في الصين أواخر عام 2019، 156.5 مليون مصاب، فارق 3.2 مليون منهم الحياة متأثرين بالإصابة، فيما تماثل 133.8 مليون منهم للشفاء.