المصدر: مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات
ترجمة: عبد الحميد فحام
أطلقت روسيا قمراً صناعياً إيرانياً للمراقبة في المدار نيابة عن طهران في 9 آب/ أغسطس، هذا الأمر يمكن أن يعزز قدرة إيران على جمع المعلومات الاستخبارية عن مواقع في إسرائيل والشرق الأوسط الأوسع.
في غضون ذلك، قال مسؤول أمريكي لشبكة CNN: إن القوات الروسية بدأت في التدريب داخل إيران على استخدام الطائرات بدون طيار حيث تهدف طهران إلى بيع مئات الطائرات بدون طيار -بما في ذلك النماذج القادرة على حمل الأسلحة- إلى موسكو لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.
في 10 آب/ أغسطس، اتهمت موسكو تل أبيب بالنفاق لانتقادها العدوان الروسي، وعلاوة على ذلك، غرّدت السفارة الروسية في مصر بأن إسرائيل أظهرت “ازدراء واستخفافاً بحياة الفلسطينيين”، في إشارة إلى الأعمال العدائية الأخيرة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، الوكيل الإيراني. وقد أدان المسؤولون الإسرائيليون بشكل متوقع مقارنة حرب العدوان والتوسع الإقليمي التي تشنها روسيا مع الضربات الإسرائيلية الجراحية ضد عدد قليل من الأهداف الإيرانية.
تحليل خبراء مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات
صناعة الطائرات بدون طيار القوية في طهران يمكن أن تساعد الجيش الروسي في التخفيف من بعض نقاط الضعف المهمة في أوكرانيا.
فلقد جاءت موسكو متأخرة في لعبة الطائرات بدون طيار وهي تتسابق الآن للحاق بالركب. يشعر الجيش الروسي بهذا الضعف بشكل حاد في أوكرانيا، حيث تواجه القوات الروسية نقصاً في الطائرات بدون طيار لمهام الضربة والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
لا خيار أمام إسرائيل سوى الاستمرار في استهداف الأسلحة المتطورة التي تهربها إيران عبر سورية. ومع تصاعد التوترات مع روسيا، ستحتاج إسرائيل إلى السير على حبل مشدود. وبطبيعة الحال، فإن آخر ما يحتاجه بوتين هو أزمة أخرى بعيدة جداً عن بلاده. وبالتالي من المرجح أن تظل الأجواء فوق سورية مزدحمة إلى حد ما، مع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية على قدم وساق.
هدف روسيا وإيران المشترك
تعكس التطورات الأخيرة زيادة التعاون بين روسيا وإيران منذ بدء الصراع في أوكرانيا في شباط/فبراير، في حين أن أيديولوجية طهران الشيعية تميزها عن الدولة العلمانية في موسكو، إلّا أن كلا النظامين يشتركان في هدف مشترك يقود علاقتهما: إضعاف القيادة الأمريكية للعالم، في كل من الناتو والشرق الأوسط.
كما يواجه كلا البلدين أيضاً عقوبات أمريكية معوقة، مما يزيد من تأجيج رواياتهما التي تخدم مصالحهما الذاتية كضحايا لواشنطن.
تطابق أوكرانيا مع إسرائيل
أعرب السفير الأوكراني لدى إسرائيل، يفين كورنيتشوك، مؤخراً عن تضامنه مع الإسرائيليين الذين صمدوا أمام أكثر من ألف صاروخ من الفلسطينيين في غزة في آب/ أغسطس. وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي: إنه من أجل النجاة من الهجوم الروسي، يجب أن تصبح أوكرانيا مثل إسرائيل. وبالمثل، قالت السيدة الأولى لأوكرانيا: إن إسرائيل تلهم شعب أوكرانيا.
رئيس وزراء إسرائيل يحتج على جرائم روسيا في أوكرانيا
على الرغم من أن تل أبيب تخطو بحذر في حرب أوكرانيا خوفاً من الصراع مع الروس في سماء سورية، إلا أن التوترات الروسية الإسرائيلية تصاعدت منذ أوائل نيسان/ أبريل.
فقد اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الذي كان وقتها وزيراً للخارجية، القوات الروسية بارتكاب “جرائم حرب”، بعد ذلك، شددت موسكو من خطابها تجاه الأعمال الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وبحسب ما ورد قال سفير روسيا في إسرائيل: إن رئاسة لبيد للوزراء “يمكن أن تخلق مشاكل للعلاقات الإسرائيلية الروسية”.
خرق العقوبات الروسية الإيرانية
تعمل روسيا وإيران معاً للتهرب من العقوبات الأمريكية على كلا البلدين. في أيار/ مايو، فرضت إدارة بايدن عقوبات على شبكة دولية لتهريب النفط مدعومة من روسيا سهّلت بيع مئات الملايين من الدولارات إلى جماعة حزب الله المدعومة من إيران وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. في تموز/يوليو، وقّعت شركة النفط الوطنية الإيرانية وغازبروم الروسية مذكرة تفاهم بقيمة 40 مليون دولار لتطوير حقلي غاز وستة حقول نفط في إيران.
التوترات الروسية الإسرائيلية في سورية
ومع ذلك، لا تزال تل أبيب حريصة على الحفاظ على علاقة عمل مع موسكو. يمكن أن تهدد أنظمة صواريخ أرض-جو الروسية إس -400 في سورية العمليات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية هناك. على الرغم من قبولها تاريخياً للضربات الجوية الإسرائيلية في سورية، فقد أصيبت روسيا بالإحباط بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة. ودفعت موسكو تل أبيب لكبح حملتها الجوية التي تستهدف أسلحة متطورة لحزب الله دون جدوى.
في أيار/ مايو، أطلقت بطارية سورية من طراز S-300 SAM – وهي نظام سام أضعف من نظام S-400 الذي يشكل تهديداً ضئيلاً للطائرات الإسرائيلية – دون جدوى على الطائرات الإسرائيلية للمرة الأولى. قدمت موسكو صواريخ إس -300 إلى دمشق بعد أن أسقطت القوات السورية بطريق الخطأ طائرة استطلاع روسية من طراز Il-20 أثناء استهداف طائرات إسرائيلية في عام 2018 – وهو حادث ألقت موسكو باللوم فيه على إسرائيل.
ازدادت التوترات بشكل أكبر في حزيران/ يونيو، عندما صاغت موسكو قراراً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدين الضربة الإسرائيلية التي عطلت مطار دمشق، والذي ورد أن إيران كانت تستخدمه لتهريب الأسلحة.