نداء بوست- أخبار سورية- طهران
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن طهران متمسكة بدعم النظام السوري، رغم تصاعُد الغارات الإسرائيلية على مواقع الميليشيات التابعة لها في سورية.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن حديث إسرائيل عن مهاجمة قوات إيرانية في سورية “لا أساس لها من الصحة، وتواجد إيران في سورية هو تواجد استشاري”.
كما وصف كنعاني الغارات الإسرائيلية على مواقع النظام السوري، بأنها” غير شرعية بأكملها”، مؤكداً أنه طالما يطلب نظام الأسد مساعدة من إيران، “فإنها لن تتوانى عنها”.
وتأتي هذه التصريحات بعد تصاعُد الغارات الإسرائيلية على مواقع للنظام والميليشيات الإيرانية في سورية، حيث شنت تل أبيب خلال الأيام القليلة الماضية عدة غارات طالت مطار حلب الدولي ونقاطاً عسكرية في دمشق ومصياف وطرطوس.
وتمثل الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سورية تحوُّلاً في الاستهداف الإسرائيلي، حيث بدأت تل أبيب في قصف البِنْية التحتية التي يستخدمها الإيرانيون لإمدادات الذخيرة للبنان.
ويشير مصدر دبلوماسي إقليمي في تصريح لوكالة “رويترز” إلى أنه في الماضي كانت إسرائيل تستهدف الإمدادات الإيرانية فقط وليس بِنْية المطار، أما الآنَ فبدأت قصف مدرجات الطيران.
وكان الدافع وراء هذا التحول هو استخدام إيران المتزايد للطائرات التجارية بدلاً من عمليات النقل البري لنقل الأسلحة إلى المطارين الرئيسيين في سورية.
كما تشير المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية إلى استخدام المزيد من الرحلات الجوية لنقل أسلحة ومعدات عسكرية صغيرة يمكن تهريبها في الرحلات المدنية المنتظمة من طهران.
وكانت عمليات النقل البري عَبْر العراق وسورية ولبنان “أقل جاذبية” منذ أن أدت المنافسات المحلية وحروب النفوذ على طول الحدود العراقية السورية حيث تتمركز الميليشيات العراقية الموالية لإيران إلى تعطيل تدفُّق المخزونات.
وعندما تعرض مطار دمشق للقصف في حزيران/ يونيو، بدأت إيران وحلفاؤها في استخدام مطار حلب بشكل متزايد في عمليات النقل، مما أدى إلى الضربات هناك بعد حوالَيْ شهرين.
ومساء يوم الأربعاء الماضي، شنت المقاتلات الإسرائيلية، غارات جوية على مواقع تابعة للنظام السوري في محافظتَيْ حلب ودمشق.
ونقلت وكالة أنباء النظام “سانا” عن “مصدر عسكري” قوله: إن “عدواناً إسرائيلياً استهدف مطار حلب الدولي بضربة صاروخية في الساعة الثامنة مساء، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية بالمطار”.
وعقب ذلك، نقلت الوكالة عن ذات المصدر قوله: إن “العدو الإسرائيلي نفذ عدواناً جوياً بعدد من الصواريخ من اتجاه بحيرة طبريا شمال فلسطين المحتلة مستهدفاً بعض النقاط جنوب شرق مدينة دمشق”.
وأضاف المصدر أن الاستهداف تمّ في الساعة التاسعة و18 دقيقة، وأن وسائط الدفاع الجوي التابعة للنظام “تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها”، وزعم أن الهجوم أدى إلى وقوع “بعض الخسائر المادية”.
وحول خفايا هذا الهجوم، ذكرت صحيفة “هآرتس” أن القصف الإسرائيلي على مطار حلب الدولي، سبقه هبوط طائرة إيرانية خاضعة للعقوبات الأمريكية في المطار.
وأضافت الصحيفة أن استهداف إسرائيل لمطار حلب سبقه هبوط طائرة شحن تتبع ”مهان إير” الإيرانية.
كما نشرت الصحيفة بيانات خدمات تتبع الرحلات الجوية وثَّقت مسار رحلة الطائرة التي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها بسبب صلاتها بالحرس الثوري الإيراني.