دفع النظام السوري يوم أمس السبت بتعزيزات عسكرية نحو منطقة البادية السورية، وتحديداً تلك الواقعة ضمن محافظتي حمص ودير الزور، في إطار استعداداته لإطلاق عملية عسكرية جديدة ضد خلايا تنظيم الدولة، التي باتت تشكل "إمارات أمنية" في بقع منفصلة بالمناطق الصحراوية.
وتضمنت التعزيزات قوات من "الفرقة الرابعة" و"الفرقة 25 مهام خاصة"، و"الفيلق الخامس"، وميليشيات "الدفاع الوطني"، و"لواء القدس" الفلسطيني، ومجموعة مرتزقة "صائدو داعش".
وأكد مصدر خاص لـ "نداء بوست" أن العملية التي يعتزم النظام السوري إطلاقها بإشراف روسي، تأتي بعد ازدياد هجمات خلايا تنظيم الدولة على طريق (دير الزور – تدمر – دمشق).
وسبق أن أطلق النظام عمليات تمشيط في البادية، مطلع شهر شباط / فبراير الماضي، تحت غطاء جوي وفره الطيران الروسي، بحثاً عن مخابئ عناصر تنظيم الدولة، التي تنطلق منها الهجمات على القوافل العسكرية ودوريات ميليشيا "الدفاع الوطني" على أطراف البادية.
إمارات أمنية في الصحراء
بعد خسارة تنظيم الدولة معظم مناطق سيطرته خلال السباق الأمريكي – الروسي لكسب الأرض على جانبي الفرات بمحافظة دير الزور في خريف عام 2017، تحول نشاط التنظيم إلى هجمات متفرقة تعتمد على مجموعات صغيرة تسمى "إمارات أمنية"، قد لا يتعدى عدد عناصرها 5 أشخاص، لا ينتظرون أوامرهم من جهة أعلى.
وتصاعدت الهجمات ضد قوات النظام والميليشيات التابعة له، في نهاية كانون الأول / يناير 2021، حين أسفر هجوم لمسلحي التنظيم على قافلة حافلات على طريق دير الزور ـ تدمر في منطقة "كباجب" عن مقتل وجرح نحو 40 عنصراً من الفرقة الرابعة، ما جعل الحافلات تتحاشى المرور في الطريق المذكور.
وكان اللواء "نزار أحمد الخضر" قائد "الفرقة 17" واللجنة الأمنية بدير الزور قد أشرف على حملات تمشيط عديدة منذ بداية العام الجاري، استهدفت نقاط انتشار الفرقة بالبادية القريبة، بعد تصاعد الهجمات ضدها.
وشارك في تلك الحملات قرابة 2000 عنصر من قوات النظام والميليشيات المحلية الموالية له.
وتركز قوات النظام على استهداف تحركات عناصر تنظيم "الدولة" بالدراجات النارية والسيارات في منطقة "الدخينة"، في بادية البشري، إضافة لمنطقة "القرحة".
ونجحت الحملات المتتابعة بإجبار عناصر التنظيم على الانسحاب الى مثلث "السخنة – تدمر – ديرالزور"، وقتل خلالها أكثر من 50 عنصراً من التنظيم، مع تدمير عدد من الآليات، والسيطرة على بعضها، وتدمير عدد كبير من الأنفاق والكهوف والاستيلاء على كميات من الذخائر والأسلحة.
ورغم الحملات الأمنية المتكررة ضد خلايا تنظيم الدولة، يرجح مصدر خاص لـ"نداء بوست" فشل الجهود التي تبذلها روسيا والنظام في إنهاء تواجد التنظيم في البادية، أو تفكيك "الإمارات الأمنية" المنتشرة في مناطق متفرقة، وأضاف بالقول: "تلك العمليات ستحد من نشاط التنظيم جزئياً، لكنها لن تنهي وجوده".
الجدير بالذكر أن 37 عنصراً من النظام السوري قُتلوا وجرح 15 آخرين على يد تنظيم الدولة خلال شهر شباط / فبراير الماضي، في حين لقي 13 عنصراً من النظام مصرعهم، منذ بداية شهر آذار /مارس الجاري، إثر الهجمات المتفرقة التي شنتها خلايا التنظيم ضمن بادية دير الزور.