نداء بوست – سليمان سباعي – حمص
يكاد أن يكون ضرباً من الخيال إذا ما تم الحديث عن بيع كيلو اللحم في إحدى مدن ريف حمص الشمالي بمبلغ لا يتعدى الثلاثة عشر ألف ليرة سورية، في ظل الحديث عن ارتفاع أسعار اللحوم والفروج بشكل كبير خلال الفترة التي تزامنت مع حلول شهر رمضان لهذا العام.
أحد المحلات في مدينة تلبيسة علّق إعلاناً على بابه يوضّح للمارة أن سعر كيلو اللحم بـ 13 ألف ليرة، الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي الذين توافدوا على المحل لتبيُّن حقيقة الأمر.
وقال مراسل “نداء بوست” في حمص: إن شريحة واسعة من المدنيين أقبلوا على شراء “اللحم الرخيص” دون السؤال عن مصدره، وما إذا كان قد خضع للرقابة، أو أنه يحمل “الختم الرسمي للمسلخ” الذي يؤكد في حال وجوده سلامة الذبيحة قبل طرح لحمها للبيع للمدنيين.
أم عبدو امرأة في العقد الرابع من عمرها لم تتوانَ عن شراء ثلاثة كيلوغرامات من اللحم لإطعام أبنائها.
وأفادت لمراسلنا بالقول: “مهما يكن مصدرها فإنها تبقى أرخص بشكل كبير من الخضروات التي لم يعد بإمكاننا شراؤها في الفترة الراهنة”.
بينما تحدث أبو وائل رجل في الخمسين من عمره بأن “اللحمة” لم تدخل منزله منذ نحو شهر من الآن بعدما وصل سعر كيلو لحم الضأن لـ 33 ألف ليرة سورية، وكيلو لحم البقر لـ 28 ألفاً، وهو مبلغ من الصعب تأمينه من قِبل أرباب الأسر الذين أرهقهم ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.
ومن خلال تصريح خاص لـ”نداء بوست” قال صاحب “الملحمة”: إن اللحوم التي يبيعها بسعر متدنٍّ ليست من النخب الأولى، إلا أنها بنهاية المطاف “لحمة” والناس يتقبلونها بشكل كبير مقارنة بسعر اللحوم في باقي محلات البيع داخل المدينة.
ولم يُخفِ البائع الذي اشترط عدم ذكر اسمه أن اللحوم لديه تعود لبقرة كبيرة بالسن، وتعاني من أمراض لا تؤثر على المستهلك “بحسب تقديره” إلا أن هذا النوع من الأبقار لا يتم السماح بإدخاله لمسالخ الدولة تحسُّباً لأي مرض قد ينتشر بين الأهالي.
ويبقى السؤال الذي يدور في فلك عدد من الناس الذين لم يتقبلوا فكرة شراء اللحوم غير المرخصة عن دور إدارة التموين “مسلخ الدولة” الذي من المفترض أن يقوم بمخالفة مثل هذه المحلات حتى لا تمتد لتصبح ظاهرة عادية يقوم خلالها أصحاب المحلات بذبح “الماشية” المسببة للأمراض بين المدنيين.