نداء بوست – خاص – اسطنبول
نشرت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام أمس، مقالاً تتحدث فيه عن موقف النظام السوري، من إعلان حركة حماس إعادة علاقاتها مع الأسد، وكيف ينظر الأخير إلى الأخبار المتداولة مؤخراً حول احتمال حصول تقارُب بين دمشق وأنقرة، وهل يساهم هذا التقارُب في عودة حركة الإخوان المسلمين إلى سورية؟
وحول موقف النظام السوري من إعلان حماس تطبيع علاقاتها معه، زعمت صحيفة “الوطن”، أن الأسد ليس بوارد الرفض أو القبول، وبأن حماس ليست دولة ليتم تبادُل سفراء معها، وإنما هي مجرد تنظيم يجب النظر إليها من هذا الباب لا أكثر، وإن “قرر أحدهم في هذا التنظيم زيارة سورية فأبواب سورية مفتوحة لكل مَن يقدم نفسه كمقاوم، وليسَ مَن يتاجر بملف المقاومة”، حسب وصفها.
وشبّهت “الوطن” موقف الأسد من حماس، كموقف مصر التي تتعاطى مع تلك الحركة على مستوى الأجهزة الأمنية لا أكثر، ومن هذا المنطلق ترى صحيفة “الوطن” أن “على حماس الكف عن إصدار البيانات حول قرارها بعودة العلاقة مع سورية، لكثرةِ ما يوجد متحدثون باسم حماس”.
“موقف حماس جزء من الموقف التركي القطري”
وزعمت صحيفة “الوطن” في مقالها، أن حماس ما كانت لتتخذ قراراً بإعادة علاقاتها مع الأسد، إلا بعد أن لمست أن تركيا وقطر بدأتا تفكران بتغيير موقفهما من الأسد، ولو بقيت أنقرة والدوحة على موقفهما السابق من النظام السوري، لرأينا عَلَم الثورة السورية يحلق من جديد فوق رأس خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس”، وَفْق رأيها.
وفي المقال ذاته، ذكرت “الوطن”، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدأ يتحدث صراحةً عن رغبتهِ بلقاء بشار الأسد، وفي هذا الإطار ترى الصحيفة، أن النظام السوري يسير في قبول المصالحة مع تركيا بالكثير من الحذر المشروط بحدوث تقدُّم ملموس على الأرض، وهذا التقدم هو الذي يُحدد عملياً تطوُّر هذه العلاقة أو تطوُّر مستوى اللقاء القادم بين دمشق وأنقرة، شريطة تقديم الأخيرة المزيد من التراجعات”.
ماذا تريد دمشق من أنقرة؟
وترى الصحيفة أن ما يريده الأسد من تركيا، ليس طرد الائتلاف المعارض من أراضيها، وإنما أن تتخلى أنقرة عن دعم فصائل المعارضة في الشمال السوري.
وختمت الصحيفة مقالها بالإشارة، إلى أن “تراجُع تركيا وقطر وحماس عن مواقفها من النظام السوري، يقف خلفه تراجُعات أمريكية ستصل حكماً إلى مكانٍ ما”، على حدّ زعمها، مؤكدةً أن الأسد لن يقبل بعودة حركة الإخوان المسلمين إلى سورية، أو أن تكون جزءاً من الحل في سورية.
وتعليقاً على هذا المقال، قال الصحافي المختص في الشأن التركي، محمد خورشيد، لموقع “نداء بوست”: إن “الصحيفة التابعة للنظام حاولت التلاعب في الألفاظ، حيث ذكرت في مقالها عبارة أن الرئيس أردوغان يريد لقاء الأسد، ولم تكمل باقي العبارة، وهي أن أردوغان يريد مقابلة رأس النظام، ليس من أجل إعادة العلاقة معه، بل كي يخبر الأسد أنه بسبب مواقفه فإن سورية على وشك التقسيم، وبالتالي أصبح حال الصحيفة كمن يقول (لا تقربوا الصلاة) ويصمت، بدلاً أن يكمل الآية الكريمة (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)”.
موقف النظام من حماس وتركيا
بدوره يرى الباحث في مركز جسور للدراسات، وائل علوان، أن “النظام لم يوضّح موقفه رسمياً من التطبيع مع حماس، كي يُظهر للداخل السوري أو حاضنته الموالية، بأنه دولة ذات كيان وسيادة وله شروط ومواقف، بينما فعلياً ليس لديه أي قرار سيادي، وإيران هي من فرضت على حماس والنظام إعادة تلك العلاقات”.
وأضاف علوان لموقع “نداء بوست”: “أما عن موضوع التقارُب التركي مع الأسد، فهو مجرد تصريحات من كِلا الطرفين، من أجل الدعاية السياسية للداخل والخارج لا أكثر، بينما في ضوء شروط كِلا الطرفين والظروف الحالية، فليس هناك شيء يوحي بحصول أي تقارُب على المدى المنظور”.
والخميس الماضي، أصدرت حماس بياناً أكدت فيه “مُضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة” مع نظام بشار الأسد، زاعمةً أن ذلك يأتي “خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة”.
وتحدثت وكالة “رويترز” قبل أيام، نقلاً عن مصادر، عن لقاءات جمعت رئيسَيْ استخبارات تركيا والنظام في دمشق ناقلة عن المصادر القول: إن تقارُباً حصل بين الطرفين.