نداء بوست- أخبار سورية- حلب
يواصل المعلمون في ريف حلب الشمالي والشرقي، إضرابهم عن العمل، الذي بدأ العام الماضي، واستمر مع بداية العام الدراسي الجديد، وسط غياب أي أفق للحل، وتفاقم المشكلة بشكل أكبر.
ومنذ أشهر ينفذ المعلمون في المنطقة وقفات احتجاجية تطالب بحقوقهم وبمرتب شهري يضمن لهم ولأسرهم العيش الكريم، وزيادة الاهتمام بالعملية التعليمية في المنطقة، وتأمين الكتب والقرطاسية وغيرها من اللوازم.
ويقول معلمون مشاركون في الحراك لـ”نداء بوست” إن مديريات التربية والمجالس المحلية، تقابل حراكهم ذلك بردة فعل سلبية وتوجيه اتهامات لهم، من قبيل التبعية للنظام السوري وتنفيذ أجندة مشبوهة.
ويتقاضى المعلم في مدارس ريف حلب راتباً شهرياً قدره ألف ليرة، يأتي على شكل ”منحة” ويتم تسليمها بالليرة التركية، وفي ظل الانخفاض المتكرر بقيمة الأخيرة فإن قيمة تلك المنحة تنخفض شهرياً، وهو ما يطالب المعلمون بإيجاد حل له.
كذلك يطالب الحراك بتحسين العملية التعليمية ككل، وافتتاح شعبة امتحانات في كل منطقة، وشعبة تأهيل تربوي، ووقف تشويه صورة المشاركين في الاحتجاجات من قبل المؤسسات الرسمية، والتوقف عن تعيين طلاب الثانوية والسنة الأولى والثانية في الجامعات، كمعلمين بهدف ملء الشواغر التي تركها المضربون.
وبحسب ما قال معلمون لـ”نداء بوست” فإن المؤسسات الرسمية تشيع أن المشاركين بالاضراب يعادون الطلاب ويعرقلون العملية التعليمية، بهدف تحريض الأهالي عليهم، مؤكدين أن تأمين مستقبل المعلم ينعكس بشكل إيجابي على الطالب، فحين يكون المعلم متفرغاً للتعليم ومؤمن له سبل العيش الكريم، سيقدم أفضل ما لديه كون تفكيره منحصر بهذا العمل فقط.
اعتصام الباب
نفذ المعلمون في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، اعتصاماً أمام مديرية التربية في المدينة، وقاموا بنصب خيمة يوم أمس الإثنين، وقرروا البقاء بها لحين تنفيذ مطالبهم.
وفي تمام الساعة السابعة من صباح اليوم الثلاثاء، جاء ثلاثة من عناصر الشرطة في المدينة إلى الخيمة وطالبوا المعلمين بإزالتها بسبب ”وجود أوامر تركية بذلك”، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض.
بعد ذلك -يقول أحد المعلمين الذين كانوا داخل الخيمة لـ”نداء بوست”- قام عناصر الشرطة بتطويق الخيمة ومن ثم دخلوها ملثمين ومسلحين وأخرجوا من كانوا فيها وصادروا هواتفهم المحمولة، وبدأوا بإزالتها.
واستنكر فرع نقابة المعلمين في الباب هذا العمل، ووصفه في بيان بأنه ”منافي للثورة الكريمة”، وطالب قوات الشرطة بالحياد و”الوقوف إلى جانب المعلمين بنصرةِقضيّتهم لأنهم ليسوا بأحسن حال، فرواتبهم معدومة هم وأولئك اللذين يحمون الثغور من الجيش الوطني السوري وجميع الموظفين في المناطق المحررة”.
بيانات تعقد المشكلة في أعزاز
أصدر مجلس ”أهالي ووجهاء مدينة أعزاز” بياناً يوم أمس الإثنين، بخصوص إضراب المعلمين، أشار فيه إلى أنه عقد اجتماعات مع المجلس المحلي ونقابة المعلمين، لبحث موضوع الإضراب وإنهائه.
وبحسب البيان فقد تم الاتفاق خلال تلك الاجتماعات على الاعتراف بنقابة المعلمين بأنها جهة رسمية، وإعادة إجراء الانتخابات النقابية تحت مظلة المجلس المحلي، وتشكيل صندوق مالي لدعم المعلمين، وتطوير العملية التعليمية ومعالجة الأخطاء السابقة بالتنسيق بين مديرية التربية والنقابة.
وتابع: ”لكن تفاجأنا نحن كتجمع أهالي مدينة أعزاز باستمرار الإضراب بعد البنود المتفق عليها أعلاه، ونحن كأهالي وجهاء مدينة أعزاز مستعدون المعلمين ضمن الإمكانيات المتاحة، علماً أننا قمنا بمساعدة المعلمين أكثر من مرة العام الماضي”.
وأضاف البيان: ”وعليه قرر أهالي ووجهاء مدينة أعزاز تفويض المجلس المحلي بإجراء كافة التدابير اللازمة من أجل فتح المدارس وإعادة العملية التعليمية”.
وأثار البيان غضب واستنكار الأهالي والمعلمين على حد سواء، كونه يحاول تجاوز المشكلة، وتحميل المعلمين الذين يطالبون بحقوقهم مسؤولية إغلاق المدارس، بدلاً من إيجاد حل لجذور المشكلة بالتعاون مع المؤسسات المعنية.
وفي رده على ذلك، أصدر ”تجمع أعزاز الثوري” بياناً أعرب فيه عن رفضه لبيان ”مجلس الأهالي”، ودعمه لمطالب المعلمين، قائلاً: ”لا نعترف بالبيان الذي أصدره تجمع أهالي أعزاز، ونترفع عن ما تم ذكره فيه، لأن المعلمين بناة الأجيال وصمام أمان المجتمع”.
وأضاف: ”نعتبر أن ما يسمى تجمع أهالي أعزاز، لا يمثل إلا نفسه، ولا يعبر غن رأي أهالي المدينة المتضامنين مع المعلمين ومع حقوقهم المشروعة”.