نداء بوست- أخبار سورية- أنقرة
أزالت دائرة النفوس العامة في تركيا ملفات الجنسية الاستثنائية لعدد من السوريين، رغم مضيّ فترة طويلة لدخولهم مرحلتَي الأرشيف والدوام على “السيستم”.
وتلقى عدد كبير من السوريين رسالة إلكترونية جاء فيها “تم إزالة الطلب من إجراءات الجنسية التركية الاستثنائية”، “İstisnai Olarak Türk Vatandaşlığının Kazanılması başvurunuz işlemden kaldırılmıştır”.
حتى لحظة إعداد هذه المادة، لم يصدر أي تعليق أو توضيح رسمي من الحكومة التركية بشأن هذا الموضوع.
وشكل هذا القرار صدمة كبيرة لمتلقيه خاصة أن جميعهم في المرحلة الرابعة وأعقدها، كونها تبقى عالقة لفترة طويلة وتخضع فيها ملفاتهم لدراسة أمنية مطولة.
وفي آب/ أغسطس 2020، شطبت الحكومة التركية طلبات التجنيس الخاصة بآلاف اللاجئين السوريين بشكل مفاجئ، وقامت بإزالة ملفاتهم وذلك لأسباب مجهولة.
ويمر الحصول على الجنسية التركية بسبع مراحل، تُعتبر الرابعة أهمها، ويستغرق وصول السوريين إليها قُرابة الثلاثة أعوام، من العمل والمتابعة في دوائر الهجرة.
وبدأت تركيا في عام 2016 منح جنسيتها الاستثنائية لبعض اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها، واستهدفت بشكل أساسي العاملين في قطاعَي التعليم والصحة وأصحاب الشهادات العليا، ومالكي المنشآت الصناعية.
وأكد وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، في تصريح أدلى به قبل أسابيع أن عدد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية الاستثنائية، وصل إلى 200 ألف و 950 شخصاً، من بينهم أكثر من 47 ألفاً من التركمان.
واستخدمت الأحزاب التركية المعارضة منح الجنسية الاستثنائية لبعض اللاجئين السوريين، كورقة لتأليب الرأي العامّ التركي ضد الحكومة الحالية والسوريين على حد سواء والتحريض ضدهم.
ويعيش في تركيا بحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية إسماعيل جاتاكلي، 3 ملايين و762 ألفاً و686 شخصاً، مؤكداً عدم حدوث أي تغيير يُذكر على أعداد السوريين الذين يقيمون ضِمن قانون الحماية المؤقتة منذ عام 2017.
ومؤخراً، تصاعدت نبرة الأصوات المناهضة لوجود اللاجئين السوريين في تركيا، وبشكل خاص من قِبل الأحزاب المعارضة، والتي باتت تتخذ منهم ورقة ضغط على الحكومة ووسيلة للتأثير على الرأي العامّ خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في البلاد.
حيث جدد زعيم حزب “الشعب الجمهوري” المعارض كمال كليجدار أوغلو، التأكيد على أن حزبه “سيعمل على إرسال اللاجئين إلى بلادهم بإرادتهم مع ضمان سلامة أرواحهم وممتلكاتهم في حال وصوله إلى السلطة”، مضيفاً: “سنرسي السلام مع ذاك البلد وسنرسلهم إلى بلادهم”.
كما خرج رئيس حزب “النصر” التركي المعارض أوميت أوزداغ، بتصريحات عنصرية جديدة ضد اللاجئين السوريين، طالت أيضاً كل مواطن تركي يريد بقاء السوريين في تركيا، واصفاً إياه بأنه “خائن”.
وقال أوزداغ في مقابلة تلفزيونية: “إلى جهنم، إذا كنت تريد السوريين فاذهب معهم في الحال.. أنا لست عنصرياً، لكن لا أريد مشاركة وطني مع أحد”.
وقدمت وزارة الداخلية التركية دعوة جنائية ضد أوزداغ، بسبب تصريحاته العنصرية ضد اللاجئين، التي يطلقها عبر حساباته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثرها على وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، مما يهدد التعايش والسلم الأهلي في المجتمع.