نداء بوست- أخبار سورية- متابعات
استنكرت جماعة الإخوان المسلمين في سورية، توجه حركة “حماس” نحو التطبيع مع النظام السوري، والمساعي التي تبذلها برعاية من إيران و”حزب الله” في سبيل إعادة العلاقات.
وقالت الجماعة في بيان إنه “منذ عشر سنوات كانت “حركة حماس” ملء السمع والبصر، عندما اتخذت قرارها الصائب، فلملمت وجودها على الأرض السورية، في ظل القاتل بشار الأسد، وغادرت المشهد السوري العاصف، بكل جمال وكبرياء يليقان بحركة مجاهدة، نذرت نفسها لمقاومة الظالمين والجبارين”.
وأضافت: “لا ندري كيف تفسر “حركة حماس” لأبناء الأمة، وللتاريخ الفلسطيني وللشعب الفلسطيني، المفجوعين المكلومين في وطن “عز الدين القسام نفسه”، بأنها في طريقها للعودة إلى حضن سفاح الشام بشار الأسد، وطلب العون منه وهو أعجز من أن يُعين نفسه”.
وطالب البيان بـ “مراجعة تاريخ حافظ وبشار الأسد مع القضية الفلسطينية، وأي الفريقين كان أكثر نكاية في الشعب الفلسطيني، الصهيوني أم الأسدي، على مدى نصف قرن”.
وأشار البيان إلى أن ولاء الشعب السوري للقضية الفلسطينية لا حدود له، وأن “جلَّ ما نزل به من قتل وتدمير، هو عمل استباقي ضد الشعب العربي الأكثر حضوراً على الجيوسياسية والديمغرافيا الفلسطينية”.
وأردفت: “ولكننا نرفض في الوقت نفسه أن تُختصر القضية الفلسطينية في حركة أو جبهة أو حزب، ونحيي كل شهداء القضية ابتداءً من رجال القسام، وانتهاءً بدم كل حرّ فلسطيني قضى مع قضيته في حفرة حي التضامن أو في فرع فلسطين”.
كما شددت الجماعة في بيانها على أن “السوريين لا يريدون شيئاً من “حركة حماس” غير الصدق مع الله، ومع القضية ومع شعب فلسطين ثم مع أنفسهم”، مشيرة إلى أنها حذرت “حماس” من مغبة السير في هذا الطريق منذ أكثر من سنتين ونصف.
وأوضحت بالقول: “قلنا لهم لا.. يا إخوة ليس الطريق هنالك.. الطريق إلى القدس لا يُتَخوضُ إليه في دماء أبناء بغداد والموصل ودمشق وحمص وحلب وطرابلس وصيدا وصنعاء وتعز”.
ومؤخراً أعلنت حركة “حماس” استعادة علاقاتها مع النظام السوري، بعد قطيعة استمرت نحو عشر سنوات، حيث نقلت وكالة “الأناضول” في 22 حزيران/ يونيو الماضي عن مصدر فلسطيني قوله إن “مرحلة جديدة من العلاقة بين الحركة والنظام، ستُكتب فصولها في المرحلة القادمة”.
وأضاف أن “تطوراً جوهرياً طرأ مؤخراً على صعيد جهود استعادة العلاقة، تمثل بموافقة الطرفين على إعادة فتح قنوات اتصال مباشر، وإجراء حوارات جدية وبنّاءة، تمهيداً لاستعادة العلاقات تدريجياً”.
وبحسب المصدر فإن قيادة ميليشيا “حزب الله” اللبناني بذلت “جهوداً مضنية” خلال الفترة الماضية، للوساطة بين الطرفين، مؤكداً أن “حماس” أخذت قرار التطبيع مع النظام بالإجماع.
وظلّ النظام السوري يتخذ موقفاً متصلباً إزاء استعادة العلاقة مع حماس، حتى وقت قريب، بخلاف مواقف حليفيه إيران وحزب الله اللذَين حافظا على استمرار العلاقة مع الحركة برغم موقفها السابق من الثورة السورية، وفقاً للمصدر.
وأشار المصدر، إلى أن لقاءً عُقد مؤخراً بين الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، ومسؤول بارز في “حماس”، جرى خلاله الاتفاق على عدد من النقاط في هذا الاتجاه.
كما أكد وجود اتفاق على عقد لقاء على مستوى رفيع، بين النظام السوري وقيادة حركة “حماس” خلال الفترة القادمة، وأنه يجري الترتيب لذلك على عدة مستويات داخلية وخارجية لدى الحركة.
وأكد رئيس “مكتب العلاقات العربية والإسلامية”، في “حماس”، خليل الحية، صحة الأنباء التي تحدثت عن قرار الحركة، سعيها لاستعادة العلاقات مع النظام، وقال: “إن مؤسسات الحركة أقرت السعي لاستعادة العلاقة مع دمشق”.
وأضاف: “جرى نقاش داخلي وخارجي على مستوى حركة حماس من أجل حسم النقاش المتعلق باستعادة العلاقات مع النظام، وبخلاصة النقاشات التي شاركت فيها قيادات وكوادر ومؤثرون، وحتى المعتقلون داخل السجون، تم إقرار السعي من أجل استعادة العلاقة مع دمشق”.
وتدهورت العلاقات بين النظام السوري و”حماس”، عقب اندلاع الثورة السورية في 2011، والموقف الذي اتخذته الحركة منها، كما أنها اضطرت لمغادرة دمشق بعد اتهامها بدعم المعارضة.
وخلال السنوات الماضية، قادت إيران و”حزب الله” عدة مبادرات لإعادة العلاقات بين النظام والحركة، كان آخرها قبل مقتل قائد “فيلق القدس”، “قاسم سليماني” مطلع العام الماضي، بحسب موقع “المونيتور”.
جدير بالذكر أن عدداً من علماء المسلمين عقدوا اجتماعاً مع قادة “حماس” لثنيها عن قرار التطبيع مع النظام، إلا أنها رفضت، حيث أكد المجلس الإسلامي السوري في بيان أصدره يوم السبت الماضي أن الحركة لم تستجب لتلك المحاولة وفضلت المحور الإيراني.