نداء بوست – سليمان سباعي – حمص
أقدم رجل في العقد السادس من عمره على الانتحار شنقاً مساء أمس الاثنين داخل شقته السكنية المتواجدة ضمن حي الوعر الحمصي، وذلك بعد عجزه عن تسديد ديونه المتراكمة منذ ما يقارب العام بحسب ما افاد مراسل نداء بوست في حمص.
مصدر مقرب من عائلة الرجل المنتحر صرّح لمراسلنا أن المدعو عبد المنعم عطايا هو رب أسرة مؤلفة من ستة أفراد، وهو نازح من قرية البويضة بريف حمص الجنوبي التي سيطرت عليها ميليشيا حزب الله على منذ العام 2013 الماضي بعد معاركها مع فصائل المعارضة السورية آنذاك.
وأضاف أن زوجة عطايا تقدمت ببلاغ رسمي لقسم شرطة حمص الجديدة في حي الوعر أبلغتهم خلاله بانتحار زوجها ضمن إحدى الغرف بعدما أحكم إغلاق الباب على نفسه، بواسطة حبل متين تمّ تعليقه بالسقف ومن ثم قام بلفّه حول عنقه ليفارق الحياة على الفور.
وأفادت الزوجة لدورية فرع الأمن الجنائي التي حضرت إلى موقع الحادثة أن سبب إقدام زوجها على الانتحار يعود للضغوط النفسية الكبيرة، المتمثلة بمطالبته بالديون المتراكمة عليه منذ أكثر من عام لأصحابها، مشيرة إلى أن زوجها يعمل ضمن إحدى ورشات البناء، وان أجرته لا تكفي لسدّ احتياجات أسرته بشكل يومي.
المصدر ذاته قال خلال حديثه أن عبد المنعم حاول الانتحار قبل عدّة أشهر بعدما ألقى بنفسه من الطابق الثاني خلال عمله بتحميل ونقل البلوك، إلا أنه تعرض لكسور باليد والقدم وتم نقله إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، إلا أن الضغوط النفسية وتراكم الديون التي رافقته دفعته لإنهاء حياته داخل منزله.
زاهر حجو المدير العام لهيئة الطب الشرعي التابع لوزارة الصحة ضمن مناطق سيطرة النظام أكّد خلال تصريحاته لوسائل إعلامية موالية توثيق خمسة عشر حالة انتحار خلال شهر كانون الثاني من العام 2022 الجاري، فضلاً عن تسجيل ما يزيد عن مقتل خمسة وستون شخصاً نتيجة أعمال عدائية.
وحذرت منظمة أنقذوا الطفولة “الخيرية” في وقت سابق بدورها من ارتفاع أعداد حالات الانتحار في سوريا، وأعلنت بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “الاندبندنت” أن معدل الانتحار قفز بنحو 90 بالمئة مقارنة مع الثلاثة أشهر الأولى من العام 2021، بالوقت الذي تم تسجيل 246 حالة انتحار، و1748 محاولة انتحار لأشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 15/18 عام.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت خلال تغريدة لها على موقعها الرسمي بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار توثيق 3400 حالة انتحار ضمن المحافظات السورية منذ العام 2013 ولغاية العام 2021 الماضي، مشيرة على أن التزايد الكبير في عمليات الانتحار لم تشهده سوريا قبل العقد الأخير الذي عصفت أحداثه الدامية بالبلاد.