نداء بوست- عبدالله العمري- الحسكة
أيام قليلة تفصل الثورة السورية عن الدخول في عامها الحادي عشر ولا يزال السوريون أكثر إصراراً على إكمال ثورتهم حتى النصر وإزالة النظام المجرم الذي دمر البلاد وشرد أبناءها بين معتقل ولاجئ وشهيد.
أكملت الثورة السورية عشرة أعوام من الموت والدمار الذي سببه نظام الأسد والذي لجأ لدفع الثورة منذ البداية إلى الحل العسكري بكل الأساليب ليبرر قتله المئات بل الآلاف من المدنيين أبناء سورية بمساعدة دول لا تختلف عنه كثيراً بعنجهية التعامل مع مواطنيها.
انطلقت أولى شرارات الثورة ضد النظام في العاصمة دمشق في 15 آذار/ مارس من عام 2011 في مظاهرة ضمت عشرات الناشطين والحقوقيين، سرعان ما فرّقتها قوى الأمن التابعة للنظام على طريقتها المعروفة بالاعتقال وإطلاق النار على المتظاهرين.
وفي 18 من ذات الشهر خرجت مظاهرة أخرى في مدينة درعا في الجنوب السوري ضمت المئات من الشبان بعد أن قامت دوريات الأمن باعتقال عدد من الأطفال وتعذيبهم لأجل عبارات مناهضة للنظام كتبوها على جدران مدرستهم ومن ثَم قاموا بإهانة ذويهم عندما طالبوا بإطلاق سراحهم.
وامتدت المظاهرات الغاضبة إلى كافة المدن السورية التي خرجت نُصرة لدرعا مطالبة بإسقاط نظام الأسد المجرم والحرية حيث تجمع الشبان في كل بلدة وحي وخرجوا في مظاهرات سلمية ضد قوات الأسد وأصبح تجمع الأهالي في كل يوم جمعة وخروجهم للتظاهر عقب الصلاة أمراً اعتيادياً، ولكن ذلك لم يَرُقْ لنظام الأسد والذي استنفر قواه الأمنية وشبيحته من كل مكان، وبدأ بمهاجمة تلك المظاهرات التي حافظت على سلميتها لأكثر من عام ومع ازدياد الهجمات على المتظاهرين واعتقال وقتل العديد منهم بدأ أبناء سورية الأحرار بالانشقاق عن جيش النظام المجرم، وشكلوا نواة الجيش السوري الحر لحماية تلك المظاهرات من بطش النظام والذي اقترب من السقوط لولا استعانته بشبيحته والميليشيات الموالية له كحزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية التي ولغت في دماء السوريين والتي أيضاً لم تستطع إنقاذ النظام بالرغم من استخدامه كل الطرق والأساليب الوحشية وحتى الأسلحة المحرمة دولياً.
وبعد تشكيل نواة الجيش السوري الحر والذي انضم إليه العديد من أبناء سورية وبدؤوا معاركهم ضد النظام والميليشيات المساندة له، بدأ تحرير المدن السورية الواحدة تِلْو الأخرى حتى سيطروا على أكثر من نصف مساحة سورية ليستعين بعدها النظام المجرم بالقوات الروسية العدو الأول للشعب السوري ليكمل طيرانها تدمير ما تبقى من المدن والبلدات السورية والبنى التحتية والمرافق العامة التي دمرها طيران نظام الأسد ورغم كل هذا الزخم والقوات والميليشيات التي أدخلها النظام لم يستطع كسر شوكة الثوار أو استعادة كامل الأراضي التي سيطروا عليها.
ولا يزال السوريون مصرين على إسقاط نظام الأسد والنَّيْل منه كما قال محمود الحسن لــ”نداء بوست” وهو مقاتل في صفوف الجيش الوطني السوري والذي كان عنصراً سابقاً في فرع أمن الدولة وانشق مع بداية الثورة وانضم للجيش السوري الحر وأصيب عدة إصابات أثناء المعارك التي شارك فيها ضد جيش النظام والتي زادت من إصراره على إكمال الثورة حتى النصر على هذا النظام المجرم بعد أحد عشر عاماً من الثورة حسب الحسن.
بينما تقول أم مهند لـ”نداء بوست” والتي استشهد ابنها في معارك تحرير مدينة رأس العين من النظام أواخر العام 2013 بأنها وبالرغم من تعرضها للتهجير والتشرد في وقت سابق بالإضافة لفقدان ابنها فإنها مستعدة للتضحية بأبنائها الآخرين في سبيل إسقاط النظام والتخلص من الظلم الذي يتعرض له السوريون.
وقال علي العبيد والذي فقد أيضاً ابنه وأخاه في قصف للطيران الحربي التابع للنظام السوري بعد قصفه منزلهم في إحدى القرى بريف مدينة رأس العين بأنه لن يشفي غليله من هذا النظام إلا سقوطه وانتصار الثورة التي تعيد له حقه وكرامته وأنه بعد أحد عشر عاماً على انطلاقها لم يزدَدْ إلا إصراراً ورغبة في التخلص من هذا النظام.
ويستعد عدد من الأهالي والنشطاء المدنيين والحقوقيين في مدينة رأس العين بالتجهيز لإحياء ذكرى الثورة السورية التي اقتربت من الدخول في عامها الحادي عشر وكلهم أمل بانتصار الثورة وتحقيق أهدافها والتخلص من نظام مجرم قتل وشرد الآلاف من السوريين وسط تخاذُل عربي ودولي عن نُصرة قضيتهم.