“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
اقتحم مئات المتظاهرين من أنصار التيار الصدري، اليوم الإثنين، مبنى القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء ببغداد، وهو مبنى رسمي مخصص للمناسبات، ويختلف عن القصر الرئاسي الذي يُعدّ المقر الرسمي لرئيس الجمهورية، وكذلك مجلس الوزراء، وذلك إثر إعلان مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي.
وبثت قنوات تلفزيونية مقاطع فيديو تصور عشرات المقتحمين وهم يسبحون في مسبح داخل حديقة القصر بسبب موجة الحر التي تضرب البلاد. فيما نقلت قنوات أخرى مقاطع للمتظاهرين وهم يهتفون “إيران برة برة بغداد تبقى حرة”.
وأطلقت القوات الأمنية النار بشكل كثيف داخل المنطقة الخضراء، وأستطاعت إخراج المتظاهرين من المبنيين والسيطرة عليهما، وكذلك الساحات المحيطة بهما، وأغلقت جسري الجمهورية والسنك وسط بغداد والطريق المؤدي إلى مبنى التلفزيون الحكومي.
من جانبها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة عن فرض حظر التجوال الشامل في العاصمة بغداد والمحافظات اعتباراً من الساعة الثالثة والنصف ظهر اليوم الإثنين (بالتوقيت المحلي).
وقالت القيادة في بيان، اطّلع عليه “نداء بوست”: إنها “تعلن حظر التجول الشامل في العاصمة بغداد ويشمل العجلات والمواطنين كافة اعتباراً من الساعة الثالثة والنصف من ظهر هذا اليوم الإثنين”.
ودعت المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء، كما دعت المواطنين للتعاون التام مع الأجهزة الأمنية كافة، والالتزام بحظر التجوال والابتعاد عن الشائعات المغرضة.
وأضافت أن القوات الأمنية تؤكد مسؤوليتها عن حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية، وأنها تقوم بواجبها في حماية الأمن والاستقرار.
وأِشارت إلى أن القوات الأمنية التزمت أعلى درجات ضبط النفس والتعامل الأخوي لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي.
وأفادت وكالة الأنباء العراقية أن قائد عمليات بغداد أصدر توجيهاً بتعزيز الحماية للدوائر الحكومية والبنوك.
وقامت قوات الأمن بإجلاء موظفي مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية على إثر اقتحام المبنيين من أنصار الصدر.
لكن مصادر إعلامية أكدت أن القوات الأمنية استخدمت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، وواصلت إطلاق القنابل المسيلة للدموع ضمن مقتربات القصر الحكومي في المنطقة الخضراء، مما أدى إلى حالات اختناق، ومقتل وجرح العديد من المقتحمين.
ودعت قيادة العمليات المشتركة، في وقت سابق من اليوم الإثنين، المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء مؤكدة أنها التزمت أعلى درجات ضبط النفس والتعامل الأخوي لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي.
على الصعيد ذاته، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق جميع المتظاهرين إلى إخلاء المباني الحكومية.
وقالت البعثة، في بيان: إنها تدعو “جميع المتظاهرين على الفور إلى مغادرة منطقة بغداد الدولية، وإخلاء جميع المباني الحكومية، والسماح للحكومة بمواصلة مسؤولياتها في إدارة الدولة وخدمة الشعب العراقي”.
وأضافت، أن “تطورات اليوم تصعيد خطير للغاية، يجب أن تعمل مؤسسات الدولة من دون عوائق لخدمة الشعب العراقي في جميع الظروف، وفي جميع الأوقات، وسيتبين الآن أن احترام النظام الدستوري أمر حيوي”.
وحثت البعثة على “التحلي بالسلام والتعاون مع قوات الأمن والامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى سلسلة من الأحداث لا يمكن وقفها”، داعيةً “كافة الأطراف (السياسية) إلى العمل على تهدئة التوترات، واللجوء إلى الحوار باعتباره الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات”.
وتابعت أنه “لا يمكن أن يكون العراقيون رهينة وضع لا يمكن التنبؤ به، ولا يمكن تحمله”، لافتةً إلى أن “بقاء الدولة ذاته على المحك”.
أعلن زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، اليوم الإثنين، الاعتزال النهائي وغلق المؤسسات.
وكان مقتدى الصدر قد قال، في تغريدة له: “يظن الكثيرون بما فيهم السيد الحائري (دام ظله) أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم”.
وأضاف: “كلا، إن ذلك بفضل ربي أولاً، ومن فيوضات السيد الوالد قُدِسَ سره، الذي لم يتخلَّ عن العراق وشعبه”، مبيناً أنه “على الرغم من استقالته، فإن النجف الأشرف هي المقر الأكبر للمرجعية هو الحال دوماً”.
وتابع: “إنني لم أدَّعِ يوماً العصمة أو الاجتهاد ولا حتى (القيادة)، إنما أنا آمِرٌ بالمعروف وناهٍ عن المنكر ولله عاقبة الأمور، وما أردت إلا أن أقوِّم الإعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هي القوى السياسية الشيعية باعتبارها الأغلبية، وما أردتُ إلا أن أقربهم إلى شعبهم، وأن يشعروا بمعاناته عسى أن يكون باباً لرضا الله عنهم، وأنى لهم هذا”.
وأشار، إلى أنه “على الرغم من تصوري أن اعتزال المرجع لم يَكُ من محض إرادته، وما صدر من بيان عنه كان كذلك أيضاً، إلا أنني كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، فإنني الآن أعلن الإعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام، والكل في حلٍّ مني، وإن متُّ أو قتلت فأسالكم الفاتحة والدعاء.