نداء بوست -تحقيقات سورية – خاص
أسهمت كميات الأمطار التي شهدتها محافظة درعا خلال شهر آذار الحالي، بتحسن واقع المحاصيل الزراعية الحقلية والعلفية على حد سواء، وذلك بعد أن تعرضت لتأخر في النمو؛ نتيجة قلة الأمطار الهاطلة في وقت مبكر من عمر النبات.
وأشارت مصادر محلية، إلى أن كميات الأمطار الهاطلة خلال الموسم الحالي، على الرغم من قلتها، إلا أنها تبشر بموسم زراعي مقبول وبنجاح الخطة الزراعية الموسمية التي عادة ما يتم وضعها من قبل مديرية زراعة المحافظة التابعة للنظام.
تأثير موجة الصقيع الأخيرة
ويؤكد المهندس الزراعي “ضرار المحمد “وهو”اسم مستعار” أن واقع المحاصيل الزراعية للموسم الحالي كان جيداً بكل المقاييس، لكن ما عكر صفوه موجة البرد القارس الأخيرة، التي داهمت المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، وتسببت بخراب بعض محاصيل البستنة، لا سّيما محاصيل الخضار الشتوية مثل البطاطا والفول والبندورة والبازلاء والخس والتي يقدر مجموع مساحتها المخططة لهذا الموسم بنحو 900 هكتار، ما كبد فلاحي المحافظة وخاصة في الريف الغربي خسائر مليونية وفق العديد من المصادر.
وبيّن المحمد، أن تأثير موجة الصقيع على المحاصيل الحقلية الأخرى، كالقمح والشعير، والمحاصيل العلفية مثل البيقية والكرسنة وغيرها، كان محدوداً كونها دخلت في مراحل متقدمة من النمو.
وأضاف المحمد، أن الأمطار أسهمت في تحسين واقع الأشجار المثمرة لا سّيما الزيتون، الذي يعتمد على زراعته معظم سكان المحافظة، موضحاً أن زراعة الزيتون، أصبحت إحدى أكبر مدرات الدخل، بعد أن وصل سعر صفيحة زيت الزيتون سعة 16 كيلوغراماً إلى أكثر من مئتي ألف في الوقت الحاضر.
وأشار في هذا الإطار إلى أن أهالي المحافظة، بعد أن أغلقت معظم جبهات العمل المدرة للدخل بوجوههم؛ بسبب الحرب وتداعياتها عادوا للاهتمام بحقولهم، والاعتناء بها، وترميم ما أصابها من خراب، خلال السنوات الماضية من عمر الحرب، لتعود وتزهر من جديد، لا بل وتشكل مصدر رزق، يعوّل عليه في تحسين الوضع المعيشي للكثير منهم.
وحول واقع السدود في المحافظة، ونسب التخزين، فيها أشارت مصادر مطلعة إلى أن نسب التخزين في معظم السدود مقبولة حتى اللحظة، لافتة إلى أن ذوبان الثلوج على سلسلة جبال حرمون، والمتوقع في مرحلة لاحقة؛ سيرفع أيضاً من نسب التخزين في بعض السدود، البالغ عددها نحو 16 سداً بسعة تقديرية نحو 92 مليون متر مكعب.
تكاليف الإنتاج العالية فاقمت من الصعوبات في القطاع الزراعي
وحول الصعوبات، التي يعاني منها القطاع الزراعي في المحافظة، أشار الخمسيني “أبو عبد الرحمن” وهو مزارع تقليدي إلى أن من أهم الصعوبات التي تواجه الفلاحين في الوقت الحالي ارتفاع تكاليف الإنتاج من بذار وأسمدة ومواد مكافحة ومحروقات، إضافة إلى صعوبات كبيرة في عمليات تسويق الإنتاج، ونقله إلى أماكن التصريف؛ حيث تشكل الحواجز العسكرية، أحد أهم المعوقات؛ بسبب فرضها مبالغ كبيرة على نقل المحاصيل، من أجل السماح بمرورها.
وأوضح، أن تكاليف الإنتاج تضاعفت عدة مرات خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن أجرة حراثة الدونم بواسطة الجرار الزراعي ارتفعت من 5000 إلى 18 ألف ليرة سورية خلال الموسم الحالي، كما ارتفع سعر كيلو القمح المخصص للبذار من 1000 ليرة إلى 1500 ليرة سورية، والشعير من 900 إلى 1400 ليرة، والبيقية من 1000 إلى 1500 ليرة سورية، فيما ارتفعت أجرة استثمار الدونم “الضمان” من 15 ألف قبل عامين، إلى 75 و100 ألف خلال الموسم الحالي، وأجرة دونم البستنة السنوية إلى أكثر من 200 ألف ليرة سورية فيما يصل طن السماد إلى أكثر من 2 مليون ليرة.
الخطة الزراعية الحكومية
وحول مفردات الخطة الزراعية الموضوعة للموسم 2022، قالت مصادر مديرية زراعة النظام في المحافظة، إنها تشمل نحو 10200 هكتار للقمح المروي، و83 ألف هكتار للقمح البعل، وحوالي 28 ألف هكتار للشعير، و1113 هكتار للبقوليات و7400 للمحاصيل العلفية، ونحو 3124 هكتار للبندورة، وحوالي 2000 هكتار للبطاطا.
وأكد العديد من المزارعين أن أرقام الخطة الموضوعة، لا يتم الالتزام بها عادةً، وأن المساحات المزروعة فعلياً تفوق المساحات المخططة من قبل مؤسسات النظام.