نداء بوست- أخبار سورية- أنقرة
أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، يوم أمس الإثنين، جهوزية جيش بلاده لتنفيذ عملية عسكرية جديدة ضد “قسد” في سورية.
وقال أكار إن “القوات المسلحة التركية بجنودها ومركباتها وأسلحتها وتجهيزاتها وبالمعنويات العالية وخبرتها مستعدة لأي مهمة تكلف بها، ضد الإرهابيين”.
كذلك شدد وزير الدفاع التركي على أن بلاده لن تقبل بوجود إرهابيين على حدودها الجنوبية (شمالي سورية)، وأن الجيش مستعد لأي مهمة.
وأضاف: “قرار شن العملية يتوقف على عدة عوامل، منها المرحلة التحضيرية للعملية والجغرافيا والأحوال الجوية، وبالطبع القرار النهائي للإدارة السياسية”.
في سياق متصل، أجرى الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مباحثات عبر الهاتف مساء أمس الإثنين، تناولت عدداً من القضايا من بينها مستجدات الملف السوري.
وقالت الرئاسة التركية في بيان إن أردوغان أكد لبوتين أن إنشاء منطقة آمنة على الحدود الجنوبية لبلاده بعمق 30 كم بات “ضرورة ملحة”.
وأشار إلى أن اتفاق تشرين الأول/ أكتوبر 2019 ينص على جعل المنطقة الحدودية التركية السورية آمنة، مضيفاً: “لم يتسن إنشاء منطقة مطهرة من الإرهاب بعمق 30 كم على الحدود السورية حتى الآن”.
كذلك أشار أردوغان إلى استمرار هجمات تنظيم حزب العمال الكردستاني وذراعه السوري “وحدات حماية الشعب” (PKK/YPG) ضد المدنيين في تركيا وسورية.
وفي 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 توصل الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، لاتفاق بعد اجتماع دام عدة ساعات في منتجع سوتشي، بخصوص منطقة شرق الفرات.
ونص الاتفاق على تعليق تركيا لعملية “نبع السلام” ضد “قسد” مقابل ضمان روسيا انسحاب الأخيرة من الحدود التركية بعمق 30 كيلومتراً، وانتشار قوات النظام السوري مكانها، وتسيير دوريات مشتركة روسية- تركية لمراقبة تنفيذ الاتفاق.
وتؤكد تركيا عدم التزام روسيا بتنفيذ الاتفاق وخاصة فيما يتعلق بسحب “قسد” وكوادر حزب العمال الكردستاني من المنطقة الحدودية، وتهدد بين الحين والآخر بتنفيذ عملية عسكرية لتأمين حدودها.
ويوم السبت الماضي، شدد الرئيس التركي على أن العملية العسكرية التي تخطط بلاده تنفيذها في الشمال السوري أمر ضروري وأكثر إلحاحاً من العمليات التي تنفذها ضد حزب العمال الكردستاني في العراق.
وقال أردوغان: “لا يمكننا ترك أدنى هجوم يتم شنه على تركيا من شمالي سورية دون رد، وهناك بؤراً تتركز فيها التنظيمات الإرهابية المعروفة”.
وأشار إلى أن تلك التنظيمات تنشط في مناطق تمتد من شمال شرقي إلى شمال غربي سورية، معرباً عن أسفه لمواصلة قوات التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة تزويد تلك التنظيمات بالأسلحة والعتاد والذخيرة.
وأضاف: “الولايات المتحدة أرسلت آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة والذخيرة لتنظيمات PKK/PYD/YPG، فضلاً عن تقديم التدريبات لعناصرها”.
كما أكد أن “تركيا لا يمكنها تجاهل هذه الحقائق، وأن العمليات ضد “PKK” وتفرعاته شمالي سورية باتت أكثر إلحاحاً وأهمية من العمليات التي تنفذها تركيا ضد التنظيم شمالي العراق”.
وتابع أردوغان: “كما أقول دائماً سنباغتهم ذات ليلة ولا بد لنا من القيام بذلك، وتركيا لا تدع دماء شهدائها تذهب سدى”، مشيراً إلى أنه جرى خلال يومين القضاء على نحو 30 عنصراً من “قسد”، وأن اجمالي من تم تحييدهم مع احتساب الذين حُيدوا شمالي العراق تجاوز المئة.
وفيما إذا كان هناك تواصل مع الولايات المتحدة بشأن العملية العسكرية المحتملة في سورية، قال أردوغان: “قبل كل شيء يتعين على الجميع القيام بما يترتب عليه بخصوص هذه المواضيع”.
وأضاف: “إذا كانت الولايات المتحدة لا تقوم بما يترتب عليها في مكافحة الإرهاب فماذا سنفعل؟ سنتدبر أمرنا، فلا يمكن محاربة الإرهاب عبر أخذ إذن من أحد”.