نداء بوست – قسم التحقيقات والمتابعات – الحسكة
يعاني سكان محافظة الحسكة من سُوء واقع التغذية الكهربائية، والتي تصل لأربع ساعات فقط خلال اليوم، ما دفع المواطنين للتحول إلى الاشتراك بالمولّدات الكهربائية المعروفة باسم (الأمبيرات)، لكنهم اصطدموا بواقعٍ جديد تمثل في غلاء تكلفة الاشتراك بتلك المولّدات وانخفاض ساعات التشغيل من قِبل أصحاب المولّدات الذين يستغلون غياب الرقابة من قِبل “قسد”.
وبرر عدد من أصحاب المولّدات موقفهم، بالارتفاع الأخير لأسعار المحروقات الذي شهدته مناطق “قسد”، بالإضافة لعدم قيام لجنة المحروقات التابعة لقسد، بتوفير الكميات المخصصة لأصحاب للمولدات بالسعر المدعوم.
سعر الاشتراك يصل إلى 12 ألفاً يومياً
وقال مراسل “نداء بوست” في الحسكة: إن أهالي عدة قرى في بلدة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، يعانون من الارتفاع المستمر بأسعار الاشتراك بالمولدات، حيث وصل سعر الاشتراك بالأمبير الواحد إلى ستة آلاف ليرة سورية، بعد أن كان خمسة آلاف.
وقال أحد أهالي قرية الحدادية جنوب الحسكة، لموقع “نداء بوست”: “رغم رفع أصحاب المولدات سعر الاشتراك بالمولّدات، إلا أنهم قاموا أيضاً بتخفيض ساعات التشغيل، نتيجة عدم وجود رقابة من قِبل قسد، حيث تراجعت فترات التشغيل إلى 4-5 ساعات في النهار، على الرغم من أن الحد المقرر هو ثمان ساعات”.
من جانبٍ آخر شهدت مدينة الحسكة أيضاً، ارتفاعاً بأسعار الاشتراك بالمولدات، حيث ارتفعت تسعيرة الاشتراك بالأمبير الواحد في المدينة من 6000 إلى 8000 ليرة لساعات التشغيل في النهار، بينما تعدّت تكلفة التشغيل على مدار 24 ساعة حاجز 12 ألف ليرة.
وشهد حي النشوة بمدينة الحسكة قبل فترة، وقوع شجارٍ تطور لاستخدام الأسلحة، نتيجة قيام صاحب إحدى المولدات المقرّب من قسد، بقطع الكهرباء عن نحو 150 منزلاً، بسبب رفضهم دفع مبلغ 7000 ليرة سورية ثمن الأمبير الواحد.
أما في مدن القامشلي والدرباسية وعامودا على الحدود السورية التركية، فلم يختلف الأمر كثيراً، حيث وصل سعر الاشتراك بالأمبير الواحد إلى نحو 7000 ليرة.
غلاء المحروقات فاقم المشكلة
تعاني محافظة الحسكة أزمة خانقة بالمحروقات، ولا سيما بعد أن عمدت هيئة المحروقات التابعة “لقسد”، إلى تخفيض الكميات المخصصة لمحطات الوقود ولأصحاب المولّدات، فضلاً عن عدم تزويد بعض المحطات بالوقود على مدار 3 أيام على التوالي، الأمر الذي أدى إلى نفاد مادتَي “المازوت والبنزين” في غالبية المحطات.
وتوفر “قسد” لكل مولدة كمية مخصصة بشكلٍ شهري بحسب حجم المولدة وساعات تشغيلها، بسعرٍ مدعوم لا يشمل مصاريف النقل.
وأصدرت “قسد” قراراً الشهر الماضي، يقضي برفع أسعار المشتقات النفطية إلى الضعف، دون أن توضح أسباب الارتفاع.
وذكرت مصادر إعلامية أن محطات الوقود في الحسكة، حددت تسعيرة جديدة لبيع مادة البنزين الجيد لتبلغ 4870 ليرة سورية لليتر البنزين الواحد، بعد أن كان سعر الليتر منه 3500 ليرة.
وأشارت المصادر إلى أن الارتفاع شمل أسطوانة الغاز المنزلي، حيث زاد سعرها أيضاً ليبلغ 7000 ليرة سورية، بعد أن كان 2800 ليرة.
يُذكر أن شوارع الحسكة وريفها شهدت استياءً شعبياً كبيراً في الآونة الأخيرة، على خلفية استمرار أزمة المحروقات، فضلاً عن قيام أصحاب المولدات بقطع الكهرباء عن الأهالي غير القادرين على دفع تكاليف الاشتراك بالمولّدات، التي باتت الحلَّ الوحيدَ في ظل غياب التيار الكهربائي.