نداء بوست – سليمان سباعي – حمص
شهدت أسعار موادّ البناء ارتفاعاً غير مسبوق ضِمن محافظة حمص خلال الأيام القليلة الماضية، ما تسبّب في توقُّف عددٍ من مشاريع البناء والترميم التي يقوم بها أبناء المدينة وريفها على حدّ سواء.
ورصد مراسل “نداء بوست” في حمص، أسعار موادّ البناء ضِمن المدينة، والتي سجلت ارتفاعاً لافتاً، حيث تخطى سعر الطنّ الواحد من مادة الأسمنت مبلغ 700 ألف ليرة سورية، بالتزامن مع ارتفاع سعر متر البحص إلى 75 ألف ليرة، وسعر متر الرمل إلى ما يقارب 90 ألفاً.
ونقل مراسلنا عن أحد أصحاب معامل البلوك في حمص، توقُّف العديد من مزاولي المهنة عن العمل، عقب الارتفاع الكبير بأسعار مادة الأسمنت، التي تُعتبر المكون الرئيسي لتصنيع موادّ البناء (البلوك – الهوردي)، مشيراً إلى أن البلوكة الواحدة تجاوز سعرها 1400 ليرة، الأمر الذي أدى لشلل العمل ضِمن قطاع البناء بشكل شِبه تامّ في المنطقة.
لماذا ارتفعت أسعار موادّ البناء؟
من جهته أفاد أبو علي، أحد مالكي مقالع استخراج موادّ البناء (الرمل والبحص) داخل المنطقة الصناعية في “حسياء” جنوب حمص، بأن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار موادّ البناء، هو الغلاء الفاحش الذي يشهده قطاع المحروقات، إذّ إن سعر البرميل الواحد من مادة المازوت اللازمة لتشغيل الآليات والكسارات، تخطى حاجز المليون وثلاثمائة ألف ليرة سورية.
في سياق متصل أعلن مجموعة من متعهدي البناء والمقاولين، عن توقُّف أعمالهم ضِمن المشاريع الخدمية في حمص، لحين توفُّر الأسمنت المخصص للمشاريع الحكومية لا سيما مشاريع الصرف الصحي داخل حي الوعر وحي العباسية، الأمر الذي أدى لحالة من الاستياء بين سكان الأحياء، الذين طالبوا بالإسراع في إنهاء العمل للتخلص من الحفريات والتراب الذي ملأ الشوارع.
تجدر الإشارة إلى أن معمل الأسمنت في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، ومعمل مدينة حماة انخفضت قدرتهما الإنتاجية خلال الأسبوعين الماضييْنِ لأسبابٍ غير معلنة، الأمر الذي انعكس سلباً على أصحاب الرُّخص داخل المعامل الخاصة، ما ساهم في انتعاش العمل لدى تجار السوق السوداء، الذين باتوا المتحكمين بأسعار الأسمنت بشكل كامل.