نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
شهدت محافظة إدلب شمال غربي سورية، يوم أمس الجمعة، تصعيداً من قبل روسيا حيث شنت طائراتها الحربية عدة غارات جوية استهدفت مزرعة لتربية الدواجن على أطراف بلدة الجديدة في ريف جسر الشغور غرب إدلب.
وأدت الغارات الروسية إلى مقتل 7 مدنيين من بينهم 4 أطفال من عائلة واحدة، وإصابة 13 آخرين بينهم 8 أطفال، وتزامنت مع قصف قوات النظام السوري لقرى حميمات وشاغوريت والموزرة في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى إصابة مدني ووقوع أضرار كبيرة في الممتلكات.
وجاء هذا التصعيد بعد يومين فقط من القمة الثلاثية التي انعقدت في طهران وجمعت زعماء الدول الضامنة لمسار أستانا حول سورية (تركيا وروسيا وإيران).
ويعتقد مركز “جسور للدراسات” أن قمة طهران لم تفضِ إلى تفاهُمات بين تركيا وروسيا وإيران حول القضايا الخلافية، مستدلاً على ذلك بعودة التصعيد إلى إدلب.
ويرجع المركز التصعيد الذي تعرضت له إدلب يوم أمس إلى ثلاثة أسباب، أولها التأكيد على عدم استقرار المنطقة، خاصة بعد ظهور زعيم هيئة تحرير الشام في 16 تموز/ يوليو الجاري إلى جانب رئيس “حكومة الإنقاذ”، وحديثه عن فشل النظام السوري في الإدارة، مقابل ضرورة اعتناء المعارضة بالإدارة، وتحويل مناطق شمال غربي سورية إلى كيان سُنيّ.
وأما السبب الثاني، من وجهة نظر المركز، فهو رغبة روسيا بالضغط على تركيا ودَفْعها للتراجع عن العملية العسكرية ضد “قسد” شمالي سورية.
والسبب الثالث هو رغبة روسيا في “فَصْل الملفات العالقة مع تركيا، وتأكيد عدم رغبتها في التنازُل لصالح الأخيرة في سورية، مقابل أيّ تسهيل لمرور الحبوب من أوكرانيا”، لذا يضيف المركز: “تعمل موسكو على وضع ملفّ إدلب على طاولة المفاوضات ومطالبة تركيا بالوفاء بالتزاماتها الواردة ضِمن مذكرات التفاهُم السابقة بين الجانبين”.
وفي ظل عدم توصل قمة طهران لتفاهمات محددة، يتوقع المركز حدوث مزيد من التصعيد في إدلب بهدف “التأثير على مسار المفاوضات مع تركيا، وإعادة التوازُن لها، وتأسيسها على قاعدة الالتزامات المُتبادَلة في الملفّ السوري، والمنصوص عليها في مذكرات التفاهُم المُوقَّعة بين الجانبين بين عامَيْ 2019 و2020”.
وأضاف المركز: “بالتالي، قد تشهد إدلب المزيد من القصف الجوي والهجمات المدفعية التي قد تطال حتى محيط المواقع العسكرية التركية، مقابل ردود من فصائل المعارضة المسلحة تتمثَّل باستهداف تحصينات متقدمة وغرف عمليات، وعمليات توغُّل برية نوعية ومحدودة، أي أن التصعيد سيكون منضبطاً مع الحرص على عدم الدخول في مواجهات مفتوحة”.
الجدير بالذكر أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، التقى يوم أمس الجمعة، نظيره التركي خلوصي آكار في إسطنبول، وأكدا على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في سورية.