شهدت الأسابيع القليلة الماضية خلافات حادة داخل "الحشد الشعبي" العراقي، على خلفية الأزمة المالية التي تعصف به، وغياب الحلول من قبل ممثل المرشد الإيراني الأعلى.
وقال مصدر خاص من "الحشد الشعبي" لموقع "نداء بوست" إن اجتماعاً انعقد خلال شهر أيار/ مايو الحالي، في مكتب ممثل المرشد الإيراني في "السيدة زينب" بدمشق، ضم كل من "جواد جلالي" نائب ممثل المرشد في سوريا، والحاج "عباس أحمدي" ضابط التنسيق في الحرس الثوري، ولجنة ممثلة عن "الحشد الشعبي" برئاسة "فاضل الحجاج".
وأوضح المصدر أن الاجتماع ناقش الأزمة الداخلية التي يمر بها "الحشد الشعبي" وبشكل خاص تشكيلاته العاملة في سوريا، بسبب عدم تسلمها مستحقاتها المالية منذ شهر شباط/ فبراير الماضي.
وأكد "فاضل الحجاج" ممثل "الحشد الشعبي" في الاجتماع أن عدد كبير من المقاتلين العراقيين رفضوا مؤخراً العودة إلى سوريا بسبب العجز المالي وعدم حصولهم على مستحقاتهم.
وتدرس الهيئة العامة لـ"الحشد الشعبي" تقليص أنشطتها في سوريا، وبشكل خاص الدعوية والاجتماعية منها، بهدف ضبط النفقات وترشيد الأموال، وذلك وفقاً للمصدر ذاته.
وحول أسباب هذه الأزمة، أبلغ "الحجاج" الحضور أن "الحشد الشعبي" يتعرض لضغوطات من الحكومة العراقية هدفها الكشف عن قنواته المالية الخارجية، وأكد أن الولايات المتحدة تضغط على بغداد لمراقبة تحركات "الحشد" المالية.
وطلب "الحجاج" من ممثل المرشد الإيراني الأعلى، توفير مساحة للاستثمار الاقتصادي في سوريا، على غرار "حزب الله"، إلا أن قيادة "الحرس الثوري" لم توافق عليها بسبب قيام "الحشد" باتخاذ خطوات دون التنسيق معها كسحب عدد من كوادره من الأراضي السورية وإيقاف أنشطته الدعوية والاجتماعية.
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت مطلع العام الحالي عقوبات اقتصادية على "الحشد الشعبي" العراقي، طالت رئيسه "فالح فياض" بسبب تحالفه مع إيران، وارتكاب انتهاكات ضد المدنيين العراقيين.