نداء بوست- سليمان السباعي- حمص
عادت ظاهرة الطوابير أمام أبواب أفران الخبز للظهور مجدداً في مدينة حمص وريفها وسط عجز واضح للنظام السوري عن تأمين أبسط مقومات الحياة للمدنيين المتمثل برغيف الخبز.
مراسل “نداء بوست” في حمص قال: إن عشرات الرجال والنساء يضطرون للوقوف لساعات تحت أشعّة الشمس بانتظار الحصول على ربطة خبز بسعر يصل لعشرة أضعاف التسعيرة التموينية والتي بلغ سعر الربطة 2000 ليرة سورية بوزن لا يتعدى 750 غرام.
وأشار مراسلنا إلى أن الربطة الواحدة تحتوي على ثمانية أرغفة من الخبز بسعر يقارب الـ 250 ليرة للرغيف الواحد، الأمر الذي أثار موجة من الغضب بين المدنيين الذين طالبوا بضرورة إيجاد حلول سريعة من قبل حكومة النظام لتوفير أدنى مقومات الحياة.
محمد العمر أب لخمسة أطفال من حي “الشماس” في حمص قال: إنه يضّطر للوقوف نحو ثلاثة ساعات بشكل يومي على باب الفرن للحصول على ربطتي خبز باعتبار أن مخصصاته عبر البطاقة الذكية التي يجري توزيع الخبز بموجبها ضمن المراكز الرئيسية لا تكفيه مع أسرته لوجبة واحدة.
وأضاف أنه يجبر على اصطحاب زوجته أو أحد أطفاله اليافعين كل يوم حاله كحال العشرات من جيرانه وأقربائه للوقوف أمام الفرن من الساعة الخامسة صباحاً للوصول إلى الهدف المنشود “ربطتي خبز أو أكثر” ليعود بها إلى أسرته قبل أن يذهب إلى عمله.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة لحكومة النظام قدّ أعلنت مطلع العام الجاري عن بدء العمل بتوزيع مخصصات الخبز للعائلات بالاعتماد على البيانات العائلية المدرجة ضمن بطاقة تكامل “البطاقة الذكية” الأمر الذي حدّد على الأهالي كمية الخبز المدعوم التي يمكنهم تلقيها، الأمر الذي فتح الباب على مصرعيه أمام أصحاب الأفران لبيع الخبز “الحر” بأسعار مضاعفة في ظل غياب أي دور للرقابة التموينية.