نداء بوست- أخبار سورية- دمشق
تسبب تراجُع الخدمة بتعريض حياة السكان في سورية لخطر الموت، وفي أحدث آثار تردي وضع شبكات الصرف خلال الفترة الماضية، وقعت حادثة وفاة فتاة سقطت في إحدى فوّهات الصرف الصحي باللاذقية، كما تُوفيت طفلة نتيجة سقوطها في حفرة للصرف قرب منزلها بحمص، وسط تحذيرات من وجود عشرات الحفر وفوّهات الصرف المكشوفة.
في حين ادّعى نظام الأسد القلق على حياة السوريين حيث أصدر قرارات “شكلية” تنص على عزل عدد من مسؤولي اللاذقية وكان ذلك فقط للتنصل من مسؤوليته في إصلاح شبكات الصرف الصحي، وتبرير حالات الإهمال التي تعرض حياة السكان للخطر، بينما تتزايد حالات التلوث والتسمم وتفشي الأمراض نتيجة تلوث المياه بفعل تداخلها مع شبكات الصرف الصحي.
كما تعمد النظام بتجاهل تأهيل شبكات المياه والصرف الصحي واستخدامها كسلاح ضد السوريين من خلال تدمير كل ما يتعلق بهذه الخدمة الأساسية ومنها الموارد المائية حيث أظهرت الصور المتداولة حديثاً تحول فرع بردى مقابل المتحف الوطني بدمشق إلى مكبٍّ للنفايات.
ويتهم نظام الأسد مَن يصفهم بضعاف النفوس بسرقة أغطية “ريكارات” الصرف، مع تجاهُل الصيانة وتعزيز المراقبة على مرافق الصرف الصحي والمطري، وما ينتج عنه من أخطار محدقة.
وتشير التقارير للواقع المائي المتردي في سورية ومستقبل مواردها المائية المهددة، لا سيّما بعد التدمير الممنهج للبنية التحتية ووفقاً للمعطيات التي حملتها هذه التقارير تضاءلت قدرة السكان في الحفاظ على النفاذ المستدام إلى كميات كافية من المياه بجودة مقبولة.
تجدر الإشارة إلى ازدياد معدلات التلوث بشكل كبير، رافعة بذلك حالة الفقر المائي لدى الأفراد بسبب استمرار التناقص في حصة الفرد من الموارد المتاحة، ومنذرة بأزمة مائية ستشكل تهديداً فعلياً للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في ظل تفاقُم الظروف المعيشية وارتفاع أسعار مياه الشرب في سورية.