نداء بوست- أخبار دولية- إسطنبول
افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم أمس الجمعة، مدرسة “آيا صوفيا”، في مدينة إسطنبول، بجوار الجامع الذي يحمل الاسم نفسه.
وفي مراسم الافتتاح، قال أردوغان: “مع افتتاح مدرسة الفاتح آيا صوفيا اليوم أضفنا إلى مدينتنا إسطنبول صرحاً آخر كان يُراد محوه”.
وأضاف: “العقليات التي سلخت مسجد آيا صوفيا عن هُوِيَّته الأصلية بتحويله إلى متحف لا تطيق إعادة افتتاح مدرسة الفاتح أيضاً، هذه العقلية منبهرة ببيزنطة، وغربية أكثر من الغرب، وعلى خلاف مع قيم الشعب، ولم تقدر كنزنا الثقافي منذ آلاف السنين”.
وأشار أردوغان إلى أن “مدرسة الفاتح آيا صوفيا وُضعت لخدمة الناس كأول مدرسة في إسطنبول في أعقاب فتح المدينة عام 1453، بجوار مسجد آيا صوفيا الكبير، وظلت منارة للتعليم حتى سنة 1924”.
كذلك لفت إلى أن “أول مدرّس قدم خدماته في المدرسة كان الملا خسرو، مضيفاً أن “المدرسة استُخدمت لاحقاً لإيواء اليتامى، ثم هُدمت بزعم أنها تشكل تلوثاً بصرياً”.
وتابع: “كما هو الحال في مدرسة الفاتح آيا صوفيا، تم تدمير القطع الأثرية التاريخية، تارة بسبب الإهمال، وتارة بأعمال انتقامية، حيث فُقدت المئات من القطع الأثرية الثمينة داخلها”.
كما أكد أن “البِنْية الوطنية وذاكرة الشعب التركي تلقت جراحاً عميقة خلال فترة الحزب الواحد بين عامَيْ 1923 – 1945 من خلال ما انتُهج باسم حملة التغريب”.
وأعرب الرئيس التركي عن إيمانه بأن هذه المدرسة “ستشهد تنشئة علماء ومفكري وباحثي المستقبل”.
آيا صوفيا
في العاشر من تموز/ يوليو 2020، ألغى مجلس الدولة التركي بالإجماع، وهو أعلى محكمة إدارية في البلاد، قرار مجلس الوزراء الصادر في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1934، بتحويل “آيا صوفيا” من جامع إلى متحف.
وأصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرسوماً رئاسياً في اليوم نفسه بفتح “آيا صوفيا” مجدداً للعبادة وإسناد الإشراف عليه إلى رئاسة الشؤون الدينية.
وأعلن رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش تعيين 3 أئمة و5 مؤذنين لمسجد آيا صوفيا الكبير، كما تم إصدار عملات معدنية تذكارية تحمل على أحد وجهيها صورة “آيا صوفيا” تخليداً للذكرى.
وظلت “آيا صوفيا” كنيسة لمدة 916 عاماً حتى فتح إسطنبول عام 1453، حيث أقام بها السلطان محمد الفاتح أول صلاة جمعة بعد الدخول إلى المدينة.
وبقي جامع “آيا صوفيا” مفتوحاً للعبادة منذ الفتح وحتى عام 1934 عندما صدر قرار بتحويله إلى متحف وظل كذلك لمدة 86 عاماً.
وفي الرابع والعشرين من شهر تموز/ يوليو 2020 أُقيمت صلاة الجمعة في مسجد آيا صوفيا الكبير لأول مرة منذ تحويله لمتحف، وتلا الرئيس التركي فيه آيات من القرآن الكريم قُبيل الصلاة.
وشارك في أداء أول صلاة فيه جمع كبير من المواطنين الأتراك، إلى جانب أردوغان ونائبه فؤاد أوقطاي، ورئيس البرلمان مصطفى شنطوب، ووزراء ومسؤولين آخرين ورؤساء أحزاب.