طرح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" 3 خيارات أمام الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي لحل القضية السورية، وذلك في مقال نشره في صحيفة "بلومبيرغ" بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة السورية.
واستهل "أردوغان" مقاله باستذكار مئات الآلاف الضحايا السوريين الذين قضوا بالعمليات العسكرية وتحت التعذيب في سجون النظام السوري، إضافة إلى اضطرار الملايين للنزوح أو اللجوء إلى دول أخرى بسبب "جهود الأسد وداعميه في سحق المطالب المشروعة بالحرية وحقوق الإنسان".
وأضاف أن استخدام النظام للعنف أدى إلى نتائج مروعة بما في ذلك الإرهاب والهجرة غير النظامية، وانخراط دول كثيرة في سوريا لأسباب وأعذار مختلفة، ما تسبب في "ضياع أصل المأساة"، مضيفاً: "تم التخلي عن واحدة من أهم دول الشرق الأوسط وسط مذبحة لا نهاية لها على ما يبدو".
3 خيارات
رأى الرئيس التركي أن حل القضية السورية يكون عبر 3 خيارات، أولها: "مشاهدة أوروبا للأحداث في سوريا من المدرجات وفقدان المزيد من الأرواح البريئة"، مضيفاً: "إن قبولها بهذا الدور يخلق أيضاً تهديدات جديدة مثل الإرهاب والهجرة غير النظامية، مما يضر بالأمن الدولي والاستقرار السياسي الأوروبي".
وأضاف أن الخيار الثاني يتمثل بـ"بذل كل الجهود العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية المطلوبة لحل دائم في سوريا"، مستدركاً بالقول: "لكن لا يوجد سبب للاعتقاد بأن القادة الغربيين، الذين لم يتخذوا خطوات جادة منذ 10 سنوات، لديهم مثل هذه النية".
وأما الخيار الثالث، فهو تقديم الدول الغربية الدعم لتركيا واتخاذ موقف واضح من "قسد"، وتوفير الدعم اللازم للمعارضة السورية الشرعية، مؤكدة على ضرورة أن تتحمل تلك الدول مسؤوليتها لإنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا.
ودعا "أردوغان" إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للعمل مع تركيا "لإنهاء المأساة في سوريا والدفاع عن الديمقراطية من خلال الوفاء بوعودها"، كما دعا الدول الغربية إلى الاستثمار في مناطق الشمال السوري التي تمتعت بالأمن بعد عمليات الجيشين السوري الوطني والتركي.
وأشار "أردوغان" إلى أن تركيا تؤمن بأن إقامة نظام سياسي قادر على تمثيل جميع السوريين، ضروري لإحلال السلام والاستقرار مجدداً، مؤكداً في الوقت ذاته على رفض بلاده لكل المخططات التي لا تلبي المطالب الأساسية للشعب السوري، لأن ذلك سيؤدي إلى تعميق الأزمة، حسب قوله.
تجدر الإشارة إلى أن الثورة السورية تنهي اليوم عامها العاشر، وسط استمرار في عمليات القصف والقتل، واحتجاز الآلاف في سجون النظام، وذلك بالتزامن مع تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل أكبر وتعرض مزيد من السوريين لخطر الجوع وانعدام الأمن الغذائي.