تفوق الشاب السوري أحمد اليوسف على ظروفه في بلاد اللجوء، بعد تمكنه من الإبداع في مهنة صناعة القطع الفسيفسائية، و ذلك خلال عمله في المشاغل الأردنية.
أحمد اليوسف لاجئ سوري نزح مع عائلته من ريف إدلب الجنوبي إلى الأردن، تميز بصناعة لوحات "الفسيفساء"بعد وصوله إلى العاصمة الأردنية، حيث تم تكريمه من وزير التنمية الأردني "موسى المعايطة" بسبب أعماله الملفتة.
وتشكل الفسيفساء لوحات جدارية وأرضيات مختلفة الأحجام للقصور والمساجد والكنائس القديمة، ويتم صنع لوحات الفسيفساء باستخدام قطع صغيرة من الرخام والأحجار والبلور والجرانيت والأخشاب والأصداف التي يتم رصفها جنباً إلى جنب.
وكشف "أحمد اليوسف" أنه بدأ العمل في مجال الفسيفساء في منزله، فكان يصنع اللوحات ويعرضها في عدد من المعارض في الأردن عن طريق شركات أردنية، حيث وصلت أعماله إلى عدد من معارض العالم بعد النجاح الذي حققه في المهنة.
وأضاف في حديثه لـ"نداء بوست" أنه "تم تصدير بعض هذه اللوحات إلى الخارج، بعد أن لاقت صداً واسعاً في منطقة الأردن، استطعنا من خلال هذه المعارض الوصول إلى المعارض العالمية".
وحول الأسباب التي دفعته للعمل بعد وصوله للأردن أفاد "اليوسف" كنا نحتاج إلى مصاريف كبيرة، ناهيك عن مرض والدي وحاجته للعلاج المكلف، مما دفعني لتعلم مهنة الفن التشكيلي، حيث قمت بتعلم المهنة من خلال بعض العمال المصريين الذين كنت أعمل معهم".
وأردف بالقول: "قمنا باستلام مشروع تجهيز قصر المؤتمرات هيلتون ، وبقينا نعمل فيه لمدة عامين، وهنا تحسنت أوضاعي المادية، حيث قمت باستلام مشروعي الخاص، وبعد ذلك قمت بتأسيس شركة صغيرة، وإرسال اللوحات إلى كافة دول العالم، بالإضافة إلى تجهيز معارض في دول أخرى”.
وأشار اليوسف إلى أن أهم المعارض التي قام بالمشاركة فيها هي معرض "الخيمة الأردنية" في دبي، ومعرض "أراب أرت" في الأردن، بالإضافة إلى بعض الفعاليات الشعبية.
ويعمل اليوسف في الوقت الحالي على إعادة تدوير النفايات الصلبة وتحويلها إلى قطع فسيفسائية، بالإضافة إلى تدريب بعض السوريين الذين يعاونون من إعاقة حركية، وغير قادرين على العمل لدوام كامل في مجال الأشغال اليدوية، من أجل حصولهم على مصدر دخل.
يذكر أن الفسيفساء كانت أحد المهن التي يعمل بها أهالي ريف إدلب الحنوبي، حيث انتشرت مشاغل المهنة في مدن وبلدات جنوب إدلب، وأهمها منطقة كفرنبل.