نداء بوست- أخبار دولية- لندن
رأى مركز "أبعاد للدراسات الإستراتيجية"، أن لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة الأمريكية واشنطن، مطلع شهر شباط/ فبراير الحالي، خُطوة لتأمين بديل للطاقة الروسية التي تعتمد عليها أوروبا.
وقال المركز: إن النقطة الأبرز في اللقاء هي بحث إمدادات الطاقة العالمية في ظل التصعيد بين روسيا من جهة وأوكرانيا والدول الغربية من جهة أخرى، حيث تتوقع الولايات المتحدة أن تستخدم روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا كسلاح للضغط على الدول الأوروبية لتَلْيِين موقفها.
وأشار إلى أن الغاز الروسي يُشكّل حوالَيْ 35% من واردات الدول الأوروبية، ففي 2020 استوردت هولندا وألمانيا ما يقرب من مئة مليار متر مكعب من روسيا، كما استوردت إيطاليا حوالَيْ 22 مليار متر مكعب.
وأضاف: تسعى الولايات المتحدة لتحرير دول أوروبا من الغاز الروسي عن طريق تأمين الطاقة من عدد من المصادر، أبرزها الغاز الأمريكي؛ الذي رفعت الولايات المتحدة من صادراتها منه إلى دول أوروبا منذ مطلع 2022. وترغب الإدارة الأمريكية بتعظيم الاعتماد الأوروبي على غاز قطر، وهي المصدر الأول للغاز في العالم.
كما تتطلع دول أوروبا -بحسب المركز- إلى تأمين الغاز عَبْر الاستثمار في الطاقة النظيفة التي زادت استثماراتها فيها منذ عدة سنوات، إضافة إلى المصادر الداخلية لهذه الدول عَبْر بريطانيا وهولندا والنرويج، والتي تُؤمِّن حالياً حوالَيْ 22% من احتياجات أوروبا من الغاز، إضافة إلى مصادر خارجية تأتي من الجزائر ونيجيريا وأذربيجان.
وأردف: "وفي ظل تصاعُد أهمية غاز شرق المتوسط القادم من كل من مصر وإسرائيل واليونان وقبرص فإن تراجُع إمدادات الغاز الروسي المحتمل يشكِّل فرصة لعدد من الدول لزيادة حصتها إلى أوروبا، وعلاوة على هذه الدول تتنافس دول أخرى لتأمين الطاقة لدول أوروبا، حيث بدأت السعودية بتوسيع استثمارات الطاقة في أوروبا، ومؤخراً استحوذت "أرامكو" على حصة 30% من مصفاة "غدانساك" البولندية وهي ذات طاقة إنتاجية تصل إلى 250 ألف برميل يومياً، كما استحوذت الشركة على حقوق تجارة الجملة المرتبطة بالمصفاة".
ولفت إلى أنه بالإضافة إلى هذه الصفقة هناك صفقة بحصة 50% من مشروع تسويق وَقود الطائرات مع شركة "بي بي" البريطانية. وقد وسعت "أرامكو" توريدات النفط إلى بولندا إلى 337 ألف برميل يومياً على حساب النفط الروسي، ويُتوقَّع أن ترفع المملكة صادراتها إلى بولندا بأضعاف الرقم المذكور في سبيل تأمين ثلثَيْ احتياجات بولندا.
وبحسب المركز تجد الولايات المتحدة في قطر أحد أكبر الضامنين لتدفُّق الغاز الروسي في ظل حدوث أيّ توترات، بسبب ما تمتلكه من احتياطيات من جهة وبسبب ما تمتلكه قطر من استثمارات ضخمة في مجال الطاقة في روسيا، حيث يمكن أن تُخفِّف صدمة التصرفات الروسية المحتملة.