نداء بوست- أخبار سورية- أنقرة
أكد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، أن بلاده لن تتراجع أو تؤجل العملية العسكرية التي تخطط لتنفذها ضد “قسد” في سورية.
وأوضح آكار أن موقف تركيا حيال العملية العسكرية واضح وأكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق، وترفض تركيا الجدال في ذلك أو الاستماع لأي حديث لثنيها عنها.
وقال في مقابلة اليوم الأحد: “خلال الاجتماعات الثنائية التي أجريناها على هامش قمة الناتو في مدريد لم يتم التطرق إلى تجنب أو تأجيل العملية العسكرية المخطط لها في شمال سورية، مصممون وعازمون على القيام بذلك في المستقبل. الحمد لله، نحن قادرون على ذلك أيضاً”.
كما أكد وزير الدفاع التركي أنه تم “وضع خطط متعلقة بكل ما يجب القيام به، والإجراءات المتعلقة بالعملية وآلية تنفيذها”.
وحول إمكانية حدوث صراع مع الولايات المتحدة في سورية، قال آكار: إن تركيا لا تريد حدوث شيء من هذا النوع وتقوم بإجراءات لتقليل مخاطر أي صراع قدر الإمكان، مشيراً في الوقت ذاته إلى تمسُّك بلاده بالعملية العسكرية.
وأردف: “معركة تركيا ضد الإرهاب مستمرة شمال سورية، وحيث يوجد الإرهابي يكون هدفاً لقواتنا، ولن نسمح بأي ممر إرهابي من شأنه تشكيل تهديد في جنوب تركيا، ونضال قواتنا مستمر حتى تحييد آخِر إرهابي في شمالي العراق وسورية”.
في سياق منفصل، اعتبر وزير الدفاع التركي أنه “لا يمكن لأحد إخبار تركيا بأنها تفعل شيئاً ضد القانون الدولي خلال عملياتها شمال سورية”، مضيفاً: “حريصون للغاية وحسّاسون سواء في مراحل التخطيط أو مرحلة التنفيذ”.
وتابع: “هناك مضايقات خطيرة ضد القوات التركية في منبج وتل رفعت، في ريف حلب، وتركيا تتابع هذه المضايقات من وجهة نظر الخدمة العسكرية والمسائل التكتيكية والفنية، وإن لديها خططاً تعمل وفقها في سبيل ذلك”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اعتبر أن بلاده حققت نصراً دبلوماسياً كبيراً خلال قمة حلف شمال الأطلسي التي انعقدت في العاصمة الإسبانية مدريد مؤخراً.
وقال أردوغان في تصريح عقب قمة الناتو: “لأول مرة يتم إدراج التهديدات القادمة من التنظيمات الإرهابية تجاه شعوبنا وأراضينا وقواتنا الأمنية ضمن المفهوم الإستراتيجي الجديد للناتو”.
وأشار إلى أن تركيا حققت نصراً دبلوماسياً كبيراً في قمة الناتو، على الرغم مما وصفه بمحاولات المعارضة تحجيم هذا النصر.
ورداً على سؤال حول تصريحاته بشأن القيام بعمليات جديدة لاستكمال الحزام الأمني شمالي سورية، بمجرد الانتهاء من التحضيرات، وهل المقصود التحضيرات العسكرية أم الدبلوماسية، جدد الرئيس التركي مقولته: “قد نأتي على حين غرة ذات ليلة”.
وأكد أنه ليس هناك داعٍ للاستعجال، وأن العملية الجديدة ستجري حينما يحين الوقت المناسب.
سبق ذلك تأكيد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أن “تركيا نفذت ثلاث عمليات عسكرية كبيرة في الشمال السوري خلال السنوات الماضية، دون أن نأخذ إذناً من أحد، رغم كل الضغوطات التي مُورست علينا من أجل إيقافها”.
قالن شدد على أن “العملية العسكرية المرتقبة في سورية قد تنطلق في أي وقت، وقد تأتي فجأة ذات ليلة”، مضيفاً: “نحن مستعدون، وعندما يكون هناك أي تهديد لنا سنتخذ الإجراءات اللازمة”.
ومنذ أسابيع تؤكد تركيا على لسان كبار مسؤوليها عزمها على تنفيذ عملية عسكرية جديدة ضد “قسد” في الشمال السوري، وذلك لعدم التزام الولايات المتحدة وروسيا بالوعود التي تم تقديمها لها في إبعاد “قسد” مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود.
وفي الرابع من شهر حزيران/ يونيو الماضي أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تواصل بعناية الأعمال المتعلقة باستكمال الخط الأمني على حدودها الجنوبية (شمالي سورية) عَبْر عمليات جديدة.
كما أكد في كلمة خلال مشاركته في اجتماع تشاوري لحزب العدالة والتنمية “استمرار كفاح بلاده ضد حزب العمال الكردستاني داخل وخارج البلاد بعزيمة وإصرار كبيرين”.
وأضاف: “مزقنا الممر الإرهابي المراد تشكيله على حدودنا الجنوبية من خلال عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام ودرع الربيع في سورية والمخلب- القفل في العراق”.
وشدد أردوغان على أن “المنطقة الممتدة بعمق 30 كم بمحاذاة حدودنا الجنوبية هي منطقتنا الأمنية ولا نريد أن يزعجنا أحد هناك، ونقوم بخطوات في هذا الخصوص”.