تعرضت قاعدة "بلد" الجوية الواقعة في محافظة صلاح الدين في العراق لهجوم صاروخي مساء اليوم السبت، أدى إلى إصابة عسكريين اثنين بجروح طفيفة.
وذكر مصدر أمني عراقي أن 3 صواريخ كاتيوشا سقطت بمحيط قاعدة "بلد" التي تضم خبراء أمريكيين ومقاتلات حربية عراقية من طراز F16.
وأكدت مصادر متطابقة أن طائرة مسيرة تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قصفت الموقع الذي انطلقت منه الصواريخ نحو القاعدة.
من يقف وراء الهجمات؟
يرى صحفيون وخبراء عراقيون أن الهجمات الأخيرة المتكررة ضد المصالح الأمريكية في العراق، تعتبر بمثابة رسالة إيرانية لتقديم مزيد من التنازلات من قبل الولايات المتحدة، ورفع العقوبات المفروضة على قادة مرتبطين بطهران.
ويؤكد الأكاديمي والباحث العراقي "عمر عبد الستار" في تصريح خاص لـ"نداء بوست" وقوف الجماعات المرتبطة بإيران وراء الهجوم على قاعدة "بلد".
وأفاد "عبد الستار" بأن الهجوم يأتي في إطار خطة وضعتها إيران، لرفع سقف مطالبها، مضيفاً أن طهران بدأت التصعيد منذ اليوم الأول لدخول الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى البيت الأبيض، وربما تستمر هجماتها حتى شهر حزيران/ يونيو، وفق رؤيته.
واستبعد الباحث العراقي أن ترد الولايات المتحدة الأمريكية على الهجمات الإيرانية، ورأى أن واشنطن تريد التأثير على قرار إيران، خاصة أنها مقبلة على رئيس سادس، مضيفاً أن أمريكا تدرك بأن التصعيد الحاصل قد يكون محاولة إيرانية للتغطية على الانقسام داخل التيار المحافظ في البلاد.
وكانت قاعدة "بلد" سابقاً من كبرى القواعد العسكرية التي تضم قوات أمريكية في العراق، إلا أنها شهدت تناقصاً ملحوظاً في عدد الجنود الأمريكيين داخلها على خلفية تعرضها لهجمات صاروخية بشكل دوري.
وغدت القواعد العسكرية في العراق، خاصة التي تحوي قوات أمريكية هدفاً لصواريخ الميليشيات الإيرانية في العراق، حيث قصفت تلك القواعد أكثر من مرة خاصة في مطلع العام الماضي، انتقاماً لمقتل قائد فيلق القدس الإيراني "قاسم سليماني" بغارة جوية أمريكية في بغداد.
"بايدن" يهدف إلى "خفض التصعيد"
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير نشرته السبت أن إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تتفادى وضع خطوط حمراء مع إيران، ذلك بالتزامن مع مساعيها لـ "بداية جديدة في العراق".
ويعتقد دبلوماسيون وعسكريون أن الهدف الأكبر للرئيس الأمريكي "بايدن" يتمثل في البحث عن سبيل لـ"العودة إلى الدبلوماسية مع طهران"، وخفص التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران بالمنطقة، بما في ذلك العراق، وفقاً لما نقلت الصحيفة عنهم.
ومن الممكن أن يتم عرقلة "الهدف الدبلوماسي" الأكبر لإدارة "بايدن"، على خلفية الهجمات التي تنفذها إيران وحلفائها ضد الأمريكيين.
وبخصوص الهجوم الذي طال مطار أربيل مؤخراً، أكد مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية للصحيفة عدم الخوض في أي نقاش في البنتاغون بشأن "أي رد عسكري على الهجوم".
وفي منتصف الشهر الجاري تعرض مطار "أربيل" في إقليم كردستان شمالي العراق لهجوم بواسطة 5 صواريخ، وحينها أكدت مصادر خاصة لـ "نداء بوست" أن "الحشد الشعبي" العراقي نفذ الهجوم انطلاقاً من بلدة "دوبز".
وتعهدت الولايات المتحدة آنذاك بمحاسبة المسؤولين عن القصف الصاروخي الذي طال المطار، وتسبب بمقتل متعاقد مدني وجرح جندي أمريكي.