في إطار مساعيها الرامية لزيادة إنتاج المخدرات ونشرها في المنطقة والعالم، لجأت ”الفرقة الرابعة” بقيادة ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري، إلى دول جديدة لتأمين المواد الأولية اللازمة للتصنيع، وذلك لتجنُّب انقطاع تلك الموادّ بسبب العقوبات الغربية.
وحصل ”نداء بوست” على معلومات تؤكد وصول شحنة من الموادّ الخاصة بصناعة المخدرات “الكوكايين” و”الأمفيتامينات” إلى ميناء اللاذقية بداية شهر كانون الثاني/ يناير الجاري، تم استجرارها على أنها مواد تدخل في الصناعات الدوائية.
وبحسب مصادر ”نداء بوست” فإن ملكية هذه الشحنة تعود لـ”شركة الساحل لتجارة المواد الطبية”، والتي يقع مكتبها في ”شارع الأمريكان” في مدينة اللاذقية، ويملكها طارق شحادة وشقيقه ذو الفقار شحادة نجلا اللواء رفيق محمود شحادة، الذي كان قائداً لكتيبة الحرس الخاصة بحافظ الأسد، والرئيس السابق لشعبة المخابرات العسكرية.
وتُقدَّر كمية الموادّ المستلمة بأكثر من 3 أطنان تم استيرادها ضِمن مستلزمات طبية من إحدى الشركات الهندية بحجة أنها ”مواد طبية للشعب السوري”، بموجب عدة صفقات أبرمها طارق شحادة مع الشركة الهندية خلال زيارته للهند نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وتم استجرار هذه الكمية بناءً على طلب اللواء غسان بلال مدير مكتب ماهر الأسد، ومدير مكتب أمن ”الفرقة الرابعة”، كونه أحد شركاء ”شركة الساحل”، التي تم تأسيسها لاستيراد المستلزمات الطبية والمواد الأولية للصناعات الدوائية، ومن خلالها يتم تأمين المواد اللازمة للصناعات الكيماوية وللمواد المخدرة.
وعلم موقعنا أنه فور وصول الشحنة إلى مرفأ اللاذقية، تم نقلها عَبْر سيارات خاصة بتوزيع الأدوية، إلى معمل المخدرات التابع للفرقة الرابعة في منطقة يعفور بريف دمشق الغربي، تمهيداً لاستخدامها بتصنيع المخدرات.
وأشرف على عملية نقل الشحنة، مجموعة تابعة لمكتب أمن الفرقة الرابعة بقيادة العميد محمود عبود أحد ضباط المكتب المقربين من اللواء بلال.
وتؤكد المصادر أن هذه الشحنة ليست الأولى من نوعها، موضحة أنه في وقت سابق تم إبرام عدة صفقات مع شركات هندية وصينية، كما أن هناك شحنة أخرى من المواد المخدرة ستصل إلى مرفأ اللاذقية نهاية كانون الثاني/ يناير الجاري، تم استقدامها من الصين، بموجبة صفقة أُبرمت مع إحدى الشركات الصينية، وتقدر كميتها بأكثر من 6 أطنان من المواد المخدرة، وفقاً لمصادرنا.
وقبل أيام نشر موقع” نداء بوست” تحقيقاً موسعاً عن مخدرات النظام السوري، شمل معلومات دقيقة عن أبرز أماكن زراعة وصناعة المخدرات في سورية، وذلك اعتماداً على بيانات من ناشطين وعسكريين ومدنيين مقيمين في مناطق سيطرة النظام وفي دول الجوار.
تحقيق استقصائي لـ”نداء بوست” يكشف للمرة الأولى تفاصيل جديدة عن شبكة الكبتاغون في سورية
وتتبَّع الموقع أبرز مواقع زراعة الحشيش في مناطق سيطرة النظام في حمص وطرطوس وحماة واللاذقية ودمشق وريف حلب، وكذلك أماكن انتشار أبرز المعامل وطريق التهريب إلى الشمال السوري والأردن ولبنان وتركيا.