بدأت تفاصيل وأهداف الزيارة التي أجراها وفد من "حزب الله" اللبناني إلى العاصمة الروسية موسكو في 15 آذار/ مارس الجاري، برئاسة زعيم كتلته النيابية "محمد رعد"، تتكشف مع مرور الوقت، رغم تجنب الطرفين الحديث عن تفاصيلها أو الملفات التي جرى بحثها.
وأكدت مصادر خاصة لموقع "نداء بوست" أن المسؤولين الروس ناقشوا مع وفد "حزب الله" إمكانية عقد لقاء مباشر بينه وبين الوفد الإسرائيلي الذي تواجد في موسكو خلال الفترة ذاتها التي جرت فيها الزيارة.
وبحسب المصادر فإن وفد "الحزب" رفض المقترح الروسي ذلك، وأبدى موافقة مبدئية على وجود قنوات تفاوض غير مباشرة مع إسرائيل برعاية روسية، على أن تنحصر المحادثات "الإسرائيلية – اللبنانية" مع "حزب الله" فقط، مع إمكانية الحديث عن سحب صورايخ الدقيقة من المناطق المحاذية لإسرائيل.
وفد "حزب الله" طالب مقابل تلك المفاوضات بالحصول على دعم دولي للمبادرة التي طرحها الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" بعد انفجار ميناء بيروت، والتي تتضمن تشكيل حكومة في لبنان بمشاركة "الحزب".
وبحسب المصادر فإن ممثلي "حزب الله" أبدوا مرونة غير مسبوقة في التعاطي مع المقترحات التي قدمتها روسيا، مشيرة إلى أن الأخيرة تسعى إلى استثمار المستجدات في موقف "الحزب" بهدف إقرار تهدئة على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية والتفرغ لمعالجة الشأن الداخلي اللبناني.
مصادر "نداء بوست" قالت إن موسكو بدأت للمرة الأولى بالتعاطي مع التهديدات التي تمس الأمن القومي الإسرائيلي بشكل جدي من خلال الضغوط التي تمارسها على قيادة "حزب الله"، موضحة أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن روسيا أبلغت وفد "حزب الله" بشكل مباشر بأنها على استعداد كامل لتقديم الدعم اللازم لحماية نفوذه في لبنان، ودعم المبادرة الفرنسية على المستوى الدولي في حال التزم بالتنسيق الكامل معها وبشكل رئيسي فيما يتعلق بملف التهدئة المقترحة مع الجانب الإسرائيلي.
وأشارت المصادر إلى أن الحكومة الإسرائيلية تلقت توصيات بضرورة التجاوب مع مقترحات موسكو، في حال حصلت على ضمانات حقيقية بالتزام "حزب الله" بالتهدئة المقترحة، وإدراج شرط في المفاوضات ينص على تجميد عمليات نقل العتاد النوعي لصالح "الحزب" من قبل "الحرس الثوري" عبر الممرات "السورية – العراقية"، وتجميد كافة النشاطات العدائية على طول الشريط الحدود "الإسرائيلي – اللبناني" مع تمسك "تل أبيب" بحقها في الاستمرار في توجيه الضربات الاستباقية في حال لم يتم الالتزام بالمقترحات الروسية.
وأضافت المصادر أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قدمت تقييمها الى الحكومة المصغرة، وتضمن ضرورة استثمار التحركات الروسية في سوريا ولبنان بهدف احتواء أي قرارات مفاجئة من قبل الإدارة الامريكية الجديدة.
وتنتاب "تل أبيب" مخاوف من المعلومات التي تفيد بأن "بايدن" بصدد اتخاذ خطوات تتعلق بالملف النووي الإيراني بشكل خاص، والنشاط الإقليمي لطهران بشكل عام، دون التنسيق مع إسرائيل، وشدد وزير الخارجية "غابي أشكنازي" في تقييمه على إمكانية الاعتماد على الدور الروسي لسد الفراغ المتوقع في التنسيق "الأمريكي – الإسرائيلي" خلال المرحلة المقبلة.
جدير بالذكر أن وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" اعتبر خلال مؤتمر صحفي مشترك مع "أشكنازي" أن الغارات التي تتعرض لها المواقع الإيرانية في سوريا تأتي في إطار حق "تل أبيب" بحماية أمنها، فيما تحدثت صحيفة "الشرق الأوسط" عن ترتيبات "روسية – إسرائيلية" بهدف وقف التموضع الإيراني على الأراضي السورية، و"بلورة مشروع تهدئة بين إسرائيل و"حزب الله" والنظام السوري.