نداء بوست- حوارات سياسية- أحمد العكلة
“إما نعيش فوق الأرض بكرامة أو تحتها بكرامة” شعار طرحه ونادى به مؤسِّس “رجال الكرامة” الشيخ وحيد البلعوس؛ فالتفّ حوله شباب ورجال الجبل لحماية الأرض كمبدأ أساسي للحركةِ، رسم من خلاله حدوداً مع سلطة النظام القائمة مانعاً أجهزتها من التطاول أو انتهاك كل ما يعتبر ماسّاً بكرامة الجبل وأهله والمقيمين فيه، وذلك بعد أن توافد الكثير من السوريين من باقي أنحاء سورية بسبب الحرب التي شنها النظام على شعبه.
وقد تعززت معادلة عدم التجاوز وردع أجهزة النظام في المحافظة أيضاً بسبب سياسة النظام الطائفية الخبيثة بإعلانه أنه حامي الأقليات في سورية.
النظام لم يذهب للتصعيد ضد الحركة مباشرة، لكي لا يخسر ورقته الثمينة سياسياً (حماية الأقليات) ولكنه عاث خراباً بواسطة أجهزته الأمنية وبالتحديد فرع الأمن العسكري في السويداء من خلال اختراق الحركة وزرع أزلامه في هذا الجسد، الذي بدأ ينتشر ويتوسع حتى أصبح للحركة فصائلها وبيارقها في أغلب بلدات وقرى المحافظة.
هذا العمل الأمني المخابراتي والذي قاده اللواء وفيق ناصر تُوج باغتيال الشيخ وحيد وعدد من رفاقه بالقرب من السويداء، وتفجير سيارة مفخخة عند مدخل المشفى الوطني مكان تجمع أنصار الشيخ بعد ما حصل الاغتيال ليذهب نتيجة هذا العمل أكثر من 50 شخصاً غالبيتهم من عناصر الحركة.
وفيما بعدُ آلت قيادة الحركة للشيخ أبو حسن يحيى الحجار، والذي اُتهم منذ الأيام الأولى لقيادته الحركة بتسليمه بالرواية الأمنية لاغتيال البلعوس على يد (وافد أبو ترابة) والذي أُعدم لاحقاً، ولم يحرك ساكناً لدحض هذه الرواية المفبركة.
وعلى مدى هذه المدة والتي زادت عن سبع سنوات لقيادته الحركة استطاع خلالها أن يحافظ على مكانتها كرقم صعب في التموضعات الداخلية في المحافظة وبدون اللجوء للقوة لتحقيق مطلب ما إلا فيما ندر فقد أُخذ عليه تواصله مع الجهات الأمنية في كل الأمور التي يريد تحقيقها وخاصة على صعيد الإفراج عن معتقلين ودائماً ما كانت تنفذ مطالبه من قِبل الأجهزة الأمنية.
وبنفس الوقت كان حضور الحركة في الأحداث الكبيرة أساسياً، ولا يمكن إنكاره بدءاً من صدّ هجوم “داعش”، حيث نقلتهم السلطة من مخيم اليرموك والحجر الأسود في دمشق إلى بادية السويداء، حيث تم اقتلاع عصابة راجي فلحوط والتي كانت تشكل ذراعاً خطيراً للأمن العسكري في السويداء.
ومما أُخذ على الحركة أنها لم تتابع اجتثاث باقي العصابات المرتبطة بالأمن كعصابة “الإخوة مزهر“ في السويداء وعصابة “ناصر السعدي“ في صلخد كما اتُّهمت الحركة والحجار شخصياً بتهريب راجي فلحوط من مقره في عتيل بطلب من الأمن.
هذه التصرفات من قِبله أزعجت ولم تُرْضِ الكثير من رجاله الذين أعلنوا أن العلاقات التي بُنيت مع بعض الأمنيين الكبار لتحقيق المطالب تحوّلت لضغوط أثرت على الحركة ودورها المنشود والمطلوب في المحافظة.
لذلك بدؤوا بالانفضاض عنه والتوجه نحو بلدة المزرعة إلى مضافة وحيد البلعوس الممثلة حالياً بابنه ليث الذي بدأ يستقطب كل الذين يخرجون عن الحركة بقيادة الحجار.
هذا وقد علا صوت ليث المناوئ وبقوة لسلطة النظام مطالباً الحجار أخيراً بإعادة كل ما أُخذ من مضافة أبيه والمقصود السلاح والمال، وطبعاً الرجال لتعود الحركة إلى سابق عهدها، وتتخلى عن سياسة المهادنة التي اتبعها الحجار على مدى سنوات.
مضافة الكرامة في السويداء ترفض الاتهامات بحق الشيخ لؤي القنطار
موقع “نداء بوست” أجرى حواراً مع الشيخ ليث البلعوس نجل مؤسِّس رجال الكرامة في السويداء للإجابة على الكثير من التساؤلات حول الأحداث التي تجري في المحافظة.
*الوالد قال: إما فوق الأرض بكرامة أو تحت الأرض بكرامة فإلى أي مدى يتجسَّد هذا المبدأ لديكم؟
هذا المبدأ من المبادئ التي اتخذها الوالد حيث قال: لن ننزح ولا نقبل العيش خارج الوطن، ولا نقبل العيش خارج الجبل فإما فوق الأرض بكرامة أو تحت الأرض بكرامة، نحن واقفون للموت لا نقبل بالترحيل هذا المبدأ لدينا من القواعد الأساسية ونتكلم علناً على منصات الإعلام كون كلامنا حقيقة وكرامة أهلنا وشعبنا فلا يفرق عندنا الموت فنحن نؤمن بالموت ونؤمن بالله طالما نحن على حقّ.
*هل أنتم مع الطروحات التي تتردد حول الفيدرالية أو الإدارة الذاتية؟
نحن ندعم فكرة اللامركزية ومع القرارات الأممية التي تنصها اللامركزية، ونحن ضد أي مشروع تقسيم من دور حياة الوالد إلى الآن، و لا ندعم أي مشروع تقسيم ولا الانفصال، نحن مع وطننا الأم سورية لا وطن بديل لنا.
*اتهمت خلال وقت سابق حزب الله والميليشيات الإيرانية بالمسؤولية عن اغتيال والدك فما هي أَدِلّتك؟
قبل عام 2015 وقبل التفجير تم تهديدنا أكثر من أربعة تهديدات، وقبل وفاة الوالد في شهر هُدِّد خطياً، والوالد قام بتصريح بفيديو مسجل في أن علي مملوك يهددنا علناً لأنا عم نحكي كلمة الحق هكذا كان تصريح والدي.
لدينا مستندات من أحمد جعفر الذي قُتل في عام 2015 على دوار المشنقة في مدينة السويداء، وكذلك كان له اعترافات من حجاج تابعة لحزب الله منهم ماجد جعفر وماجد فياض وزاهر جعفر وقاسم جعفر، نحن لا نتهم كل الشيعة ولكن هذه الحقيقة وهذه الشخصيات عليها اعترافات وتجسدت بتهديد علي مملوك، وبالأخير ثبتت في راجي فلحوط فقد اكتشفنا أن لديه بطاقات أمنية وملفات إيرانية في مقرات راجي وهذا الشيء مُثبت وتم تهديد الوالد من قِبل ذو الفقار غزال والي مملوك تهديداً علنياً، وهذه رؤوس أقلام بالنسبة لنا وهذا الشيء مُثبت وموجود على الإعلام.
حركة رجال الكرامة تتهم الأجهزة الأمنية بالمسؤولية عن إراقة الدماء في السويداء
*هل الحراك الدائر حالياً من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية أم هي ثورة كرامة؟
الوضع بالمحافظة معروف للأغلبية المطالب سياسية وليست اقتصادية، من البداية هم شيطنوا وجه الثورة وقالوا: إنها مطالب اقتصادية حتى لو أنها اقتصادية فهي حقوق لم تكن ثورة جياع من سنة ٢٠١٢ و٢٠١٣، قامت مظاهرات في السويداء، ومن بداية الثورة شاركت المحافظة، نسمع من بعض الأبواق أن السويداء تأخرت بالالتحاق بركب الثورة، السويداء منذ ٢٠١١ شاركت بعدة مظاهرات ودفعت دماء، ولكن لم يكن هنالك تغطية إعلامية، لم يعلن الموقف منذ البداية وقد شارك أهل السويداء في مظاهرات على مستوى سورية فالثورة قائمة في السويداء وهي مطالب سياسية ومن ثَم اقتصادية؛ لأن النظام ليس قادراً على تأمين المطالب السياسية والاقتصادية، نظام الأسد فشل بجرّ الناس لحرب وصدام مسلح، هذه لعبته لا يفهم سوى بالبندقية والدبابة وليس قادراً على تحسين الوضع المعيشي، ولا تطبيق القرار الأممي، فهي ثورة كرامة بالمحافظة تخرج اعتصامات صامتة وتخرج الناس غير راضية عن الوضع، سنبقى على هذا الأسلوب لا نريد تدمير المحافظة ولا نقحم الجيش إليها ولا الطيران نحن نطالب ونندد ونقف وقفة كرامة وهي ثورة كرامة.
*هل هناك تنسيق بين الفصائل في السويداء وفصائل درعا وهل يمكن بناء مشروع مشترك في المنطقة الجنوبية؟
من جهة أهلنا في المحافظة ككل وأهل محافظة حوران ككل نعم هناك تنسيق بين مشيخة العقل وبين وجهاء حوران، أما كتنسيق فصائلي، فلا يوجد بسبب كثرة التعديات من الجهتين التابعتين للأمن العسكري وحزب الله بالمنطقة، وكذلك كثرة التعديات من الجهتين من جهة السويداء ومن جهة درعا، لأشخاص تابعين للأمن وحزب الله قاموا بالاعتداء، كانوا من السويداء على أهل درعا ومن أهل درعا تعدوا على أهل السويداء، فالشرخ هنا نوعاً ما معروف مَن خلفه، وقلت هناك ارتباط بين الجهتين، أما نحن فلا نقبل سوى أن نكون شعباً واحداً وتاريخاً واحداً، وقلنا سابقاً أهل السويداء وأهل درعا شعب واحد وتاريخ واحد وكرامة واحدة، ونحن نتبنى هذا الخطاب ولن نتراجع عنه، وبالنسبة لبناء مشروع مشترك بالمنطقة الجنوبية بين أهل حوران وأهل السويداء وأهل القنيطرة فنحن قلنا إننا مع فكرة اللامركزية وأن يكون كل محافظة لها قرارها ولها موقفها ولها قياداتها بالتنسيق مع كافة المحافظات السورية بس يتنفذ هاد المشروع عالأرض ويصير المحافظات بسورية لا مركزية طبعا في تنسيق بين كل الأطراف طول إنو ما في مشروع يجمع الكل ويلمّ شمل الكل طبعا ما رح يصير في لي تنسيق أما بس يصير في مشروع يجمع ويلم شمل لهل السويدا وأهل حوران وأهل القنيطرة وأهل الحسكة وأهل الشام وأهل حلب وأهل حمص وأهل طرطوس وأهل دير الزور يعني المحافظات بسورية بشكل عام طبعا بدو يكون في مشروع مشترك وبدنا نحط أيدنا بأيد بعض بس يخرج هاد المشروع ويكون صحيح ووطني بامتياز ما في أي أحد بيرفض؛ والكل سوف يؤيد وطناً واحداً حراً كريماً”.
*هل هناك انشقاق في حركة رجال الكرامة؟ وما هي أسباب الخلاف مع زعيمها يحيى الحجار؟
من بعد رحيل الوالد صار هناك انشقاقات كثيرة بحركة رجال الكرامة مع العلم أنه كانت على زمن حياة الوالد ملقبون برجال الكرامة وليسوا بحركة رجال الكرامة، حركة رجال الكرامة تسيست بكلمة حركة، ومن بعد زمن الوالد بسنة 2015 لقبت بحركة رجال الكرامة أما هي فكانت رجال الكرامة،
ثانياً من بعد حياة الوالد كان هناك انشقاقات كثيرة وخلافات كثيرة بالشأن الداخلي هذا شأن داخلي منبقى متكتمين على أسباب الخلاف مع زعيمها يحيى حجار ليس خلافاً شخصياً بل هو بالموقف حيث تُعَدّ رجال الكرامة أكبر فصيل بالمحافظة والفصيل الوحيد القادر على إجبار النظام السوري على تحسين المعيشة والوضع السياسي بالمحافظة.
وهو الفصيل الوحيد المناهض لمنظومة الاستبداد؛ ومن بعد حياة الوالد كان الهدف تركيع وإخضاع هذه المحافظة ومع العلم موقف الوالد كان غير هيك لكن هم تمسكوا بالشعارات لكن في حياة الوالد كان يقول مكنش في دم لكن من بعد 2015 ، صار في دم”.
ووجَّه البلعوس كلامه ليحيى الحجار: “ليش بعدك متمسك بحكيك هذا بعد ما حضرتك عرفت مين قتل زعيم الحركة هذه وعرفت أنه النظام يلي قاتله كيف بترجع بتتشكره بمقاطع الفيديو كيف بترجع بتنزل ع مضافته، ليش من سبع سنين ما شفناك على مشهد البلعوس عامل زيارة أو حامل ورد وعم تقرأ الفاتحة على الشيخ اللي سلمك حركة ما بتحلم فيها، لازم الموقف غير هيك بالطايفة لهيك نحنا في خلاف قديم ما كنا نعلن هذا الخلاف كان نتكتم عليه مشان ما نفتح شرخاً بالمحافظة”.
ونحن بأحوج ما يكون للمّ الشمل لمواجهة العدو الخارجي لأنه صار في تمادٍ بعد السكوت، لكن موقف الوالد ما كان هيك لازم يوقفوا موقف كرامة ونترفع عن الخلافات الداخلية لكن لن نبقى ساكتين عن قلة الأدب، الناس عم “تهلك” من فوقنا إذا رح نضل ساكتين، لهيك في انشقاقات لأن في مراوغة ومسك عصا من الوسط، ونأمل من قيادات رجال الكرامة تعديل موقفهم لنكون يداً واحدة ضد النظام الطاغية ونحن نتأمل بما أنه قال على خُطى الشيخ بو فهد أن يعلن موقفاً صحيحاً لكن إذا ما عمل هيك فهو عميل للاستخبارات التابعة للنظام”.
*هل تلقيتم تهديدات من النظام السوري؟ وما هو ردكم عليها؟
التهديدات ليست من اليوم نحن نتعرض للتهديد من قديم الزمان من دور حياة الوالد، ومن بعد حياة الوالد نحن هُدِّدْنا كثيراً، أما آخر شيء من سياقات التهديد فهو تهديد غسان إسماعيل رئيس شعبة المخابرات الجوية، ونحن نعود ونقول لهم مثل ما قال الوالد: أرواحنا وأرواحكم بيد عزيز مقتدر فافعلوا ما شئتم أعلى ما بخيلكم اركبوه يعني وهددناه باسمنا الشخصي وحكينا أحاديث مش حابب أرجع أعيد وأحكي شو انحكى لأنو إتركب عليها طائفياً موضوع القرداحة بني عليه طائفياً، نحن لسنا عدواً للشعب السوري نحن عدو لكل مجرم طاغية نحن مع أهلنا كطائفة سنية أو طائفة شيعية أو أي طائفة كدين كطائفة نحن نضعها على الرأس من فوق، وأهلنا وإخواننا، أما كميليشيات وطغاة فنحن ضدهم قطعاً لا نقبل الحديث غير أن نكون مناهضين وثوريين عليهم بعون الله تلقينا تهديدات كثيرة مو قليلة وواقفين بعون الله لآخِر نَفَس.