المصدر: بي إن إي نيولاينز (موقع اقتصادي أوربي يهتم بقضايا الاقتصاد السياسي)
ترجمة: عبد الحميد فحام
بقلم: إدارة التحرير
إن المُجريات الجيوسياسية والاقتصادية آخذة في التحول، ويبدوا أن هناك نوع من الشدّ والجذب حول الدور الذي يجب أن تلعبه إيران في النظام العالمي الجديد حيث بدَا ذلك واضحاً في 27 حزيران/ يونيو من خلال سلسلة من التطورات.
فلقد تسببت فرنسا في إثارة ضجة عندما قام مسؤول رئاسي فرنسي مجهول بالمجاهرة والإعلان للصحفيين أنه يجب على المجتمع الدولي استكشاف جميع الخيارات لتخفيف ضغط روسيا على إمدادات الطاقة إلى الغرب الذي أدّى إلى ارتفاع الأسعار، بما في ذلك المحادثات مع منتجي النفط مثل إيران وفنزويلا.
يشعر الغربيون أن وجود كل من إيران وفنزويلا تحت العقوبات النفطية الأمريكية، يعني عدم تقديمهما النفط. ففي حالة إيران، قد يحدث رفع العقوبات هذا فقط إذا نجحت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، أو خطة العمل الشاملة المشتركة، المُقرّر عقدها في قطر اعتباراً من 28 حزيران/ يونيو.
ومن المثير للاهتمام، أنه كانت هناك تقارير متداولة في الصحف الإسرائيلية والشرق أوسطية الأخرى أنه وكجزء من تخفيف العقوبات قبل المحادثات القطرية بشأن كبح برنامج التطوير النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات، يجري العمل على اتفاق بوساطة أمريكية يسمح لإيران بنقل النفط إلى سورية، بموافقة إسرائيل.
ونقلت رويترز عن مسؤول الرئاسة الفرنسية قوله على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا رداّ على سؤال بشأن كيفية تخفيف ارتفاع أسعار النفط “هناك موارد في أماكن أخرى تحتاج إلى استكشاف.”
وقال المسؤول الفرنسي: أنه قد قيل له أن القضية العالقة بين إيران والولايات المتحدة لم تعد مرتبطة بالملف النووي في المفاوضات، بل بالعقوبات الأمريكية ضد الإرهاب، في إشارة إلى مطالبة طهران بإزالة تصنيف واشنطن للحرس الثوري الإيراني، وهو الكيان التابع للدولة، على أنه منظمة إرهابية.
ونُقل عن المسؤول قوله للصحفيين “هناك عقدة يجب حلّها إذا كان ذلك ممكناً، وهي إعادة النفط الإيراني إلى السوق.” “كما أن لدينا نفط فنزويلي يحتاج أيضاً إلى العودة إلى السوق”.
وفيما يتعلّق بخطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة توجيه التجارة والاستثمار في بلاده شرقاً وجنوباً، جاء في 27 حزيران/ يونيو تقريراً من وكالة أنباء تسنيم الإيرانية يفيد بأن إيران تقدمت بطلب للانضمام إلى تجمع البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).
وهي خمسة اقتصادات ناشئة رئيسية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إلى أن الدول الأعضاء في البريكس تشكل 30٪ من الناتج الاقتصادي العالمي و 40٪ من سكان العالم. إذ يبلغ عدد سكان إيران حوالي 85 مليون نسمة.
أما بالنسبة للخصم اللدود لإيران في الخليج العربي، المملكة العربية السعودية، فقد ذكرت صحيفة الغارديان أن كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين والسعوديين اجتمعوا في محادثات سرّية بوساطة أمريكية لمناقشة التنسيق الدفاعي ضد إيران، في حين ذكرت قناة الجزيرة أن طهران كانت تزعم أن السعوديين كانوا جاهزين لمزيد من المحادثات الثنائية المباشرة حول تأمين التقارب بين البلدين.
ونُقل عن خطيب زاده قوله: “لا تزال هناك حالات خلاف بين إيران والسعودية، لكن يجب حلّها بين البلدين، وهو أمر سيساعد الجميع”.