أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة "فاسيلي نيبينزيا" أن تمديد مجلس الأمن الدولي لآلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود، جاء نتيجة اتفاق بين بلاده والولايات المتحدة.
واعتبر "نيبينزيا" أن بلاده "قدمت تنازلات وتراجعت عن الخطوط الحمراء التي وضعتها بخصوص رفض تجديد الآلية، بعد إجراء تعديلات على مشروع القرار الذي وافق عليه مجلس الأمن، وإضافة عناصر كانت غائبة عن المسودات السابقة".
ووفقاً لـ"نيبينزيا" فإن المشروع كان بمثابة حل وسط بين موسكو وواشنطن، وأضاف في تصريح نقلته البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة: "كما تعلمون، التسوية هي خصم شيء من مواقف كلا الجانبين، إنها ليست طريقاً باتجاه واحد".
وحول طبيعة المكاسب التي حققتها موسكو، أشار السفير الروسي إلى أن بلاده تثير في كل اجتماع مع الجانب الأمريكي ملف العقوبات المفروضة على النظام السوري، وأضاف رداً على سؤال عما إذا كانت واشنطن قدمت وعوداً بتخفيف العقوبات بالقول: "نحن نتحدث معهم بشأن ذلك، وسنرى إن كانوا منفتحين".
ووافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار تمديد إدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود لمدة عام إضافي، عن طريق معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا، مقسمة على مرحلتين كل منهما 6 أشهر، وتمدد المرحلة الأولى بناء على قرار من الأمين العام للأمم المتحدة.
وعقب تمرير القرار في مجلس الأمن، أجرى الرئيسان الأمريكي "جو بايدن" والروسي "فلاديمير بوتين" اتصالاً هاتفياً يوم أمس الجمعة بحثا خلاله الوضع الإنساني في سوريا، وتضمن إشادة أمريكية بعدم عرقلة روسيا للقرار.
ورأى مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن قرار التمديد جاء نتيجة اتصالات شخصية بين "بايدن" و"بوتين"، مضيفاً أن لدى واشنطن "شعوراً قوياً" بأن المشاركة على مستوى القادة فقط على غرار قمة جنيف، يمكن أن تؤدي إلى تمرير قرار كهذا.
يذكر أن "بايدن" و"بوتين" التقيا في جنيف 16 في حزيران/ يونيو الماضي، وبحسب مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية فإن الرئيس الأمريكي أبلغ نظيره الروسي أن عدم عرقلة تجديد آلية إدخال المساعدات إلى سوريا هو أساس لأي تعاون مستقبلي بين البلدين في هذا الملف.