نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
شهدت محافظة حمص ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الغذائية والأساسية، خلال الفترة الماضية، وذلك في وقت تشهد به الليرة السورية انهيارات متتالية أمام باقي العملات الأجنبية.
وضاعفت هذه المشكلة من الأزمات التي يعاني منها السكان في مناطق سيطرة النظام السوري، خاصة مع انخفاض الدخل، وعدم تناسب المردود مع قيمة الاحتياجات.
مجد العمر أحد أبناء حي جورة الشياح في حمص، قال لمراسل ”نداء بوست” إنه يعمل 8 ساعات يومياً في ورشة بناء، مقابل 15 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 2.5 دولار أمريكي.
وأشار العمر إلى أن أعباء الحياة أصبحت حديث الساعة والشغل الشاغل لجميع الأهالي، موضحاً أن العائلة تحتاج يومياً ما بين 40 و50 ألف ليرة سورية، فيما يبلغ أجر العامل 15 ألفاً، وراتب الموظف 100 ألف شهرياً.
ولفت العمر إلى أن يومية العامل لا تكفي في الوقت الحالي لشراء ليتر واحد من الزيت النباتي، الذي شهد خلال الفترة الماضية ارتفاعاً غير مسبوقاً حيث وصل سعر العبوة إلى 18 ألف ليرة سورية.
وفي جولة لمراسل ”نداء بوست” في أسواق مدينة حمص، رصد الأسعار التالية: كيلو السمن النباتي 22 ألف ليرة، ليتر زيت دوار الشمس 18 ألف ليرة، كيلو السكر 7 آلاف، كيلو حليب البقر 3800 ليرة، كيلو اللبن 4300 ليرة، كيلو الجبن 28 ألف ليرة.
في سياق متصل، قال مصدر محلي إن معظم العائلات استغنت عن اللحوم بشكل كامل بسبب ارتفاع أسعارها، حيث تجاوز سعر كيلو لحم البقر 32 ألف ليرة، وكيلو لحم الخروف 40 ألف ليرة.
وسابقاً، يقول المصدر، إن الأهالي تخلوا عن اللحوم الحمراء ولجأوا إلى الدجاج الأقل ثمناً، إلا أن الارتفاع الكبير في سعر الفروج أجبرهم على تركها واستبدالها بمكعبات ”الماجي”.
كذلك، طال الغلاء الخضروات على الرغم من أنها إنتاج محلي، حيث يعتمد قسم كبير من أهالي قرى وبلدات ريف حمص على الزراعة كمصدر دخل رئيسي.
ويؤكد الحاج عمر وهو أحد أهالي بلدة الغنطو شمال حمص، أن سبب غلاء الخضار والبقوليات هو ارتفاع تكاليف الإنتاج، حيث بات المزارع يضطر لدفع تكاليف باهظة للوصول إلى أرضه وجني محصوله.
وأشار إلى أن التكاليف تبدأ منذ الحراثة والتسكيب، ومن ثم شراء البذار والأسمدة، إضافة إلى المحروقات اللازمة للسقاية والتنقل، وكذلك أجور اليد العاملة.