نداء بوست- متابعات
يتزيّن متحف “إزنيق” في ولاية بورصة التركية بمجموعة من القطع الأثرية النادرة الغارقة في القدم، يعود بعضها لنحو 8500 عام، وتروي حكايات من حضارات العالم.
هذا المتحف الذي تم افتتاحه في 14 يناير/ كانون الثاني 2022، بعد عامين من التجهيز والبناء، يسلّط الضوء على تاريخ المنطقة وحضارات العالم.
وما زال قضاء إزنيق – المعروف تاريخيا باسم مدينة “نيقية” – يحتفظ بجذوره الضاربة في التاريخ القديم، حيث انعقد فيه مجمّع “نيقية” الأول في العصر الروماني (20 مايو/ أيار 325 ميلادية)، والذي يُنسب إليه معظم العقائد المسيحية.
فيما استمر هذا القضاء (شمال غرب تركيا) بالمحافظة على أهميته الحضرية والتاريخية في الفترات “البيزنطية والسلجوقية والعثمانية”.
بعض القطع الأثرية التي وجدت مكانا لها في المتحف الذي يضم نحو 1500 قطعة نادرة تؤرخ لتاريخ المنطقة بدءا من العصر الحجري الحديث وصولا إلى عهد الدولة العثمانية.
ومن أبرز القطع التي لاقت اهتماما لدى زوّار المكان، التوابيت الحجرية التي تمّ عرضها في قسم “غرفة القلعة” بالمتحف.
ويوجد التابوت الحجري الذي أسسته سيدة تُدعى “أريت” في القرن الثاني قبل الميلاد لزوجها “أنتيجونوس” الذي تُوفي في الخمسينات من عمره، وهو من أكثر المعالم التي جذّبت الزوار.
وعلى التابوت نقشت الزوجة رثاءً لزوجها عبّرت فيه عن حزنها قائلة: “أستصرخكم من قبر أنتيجونوس أن اشعروا بحزني.. أنا أُمزّق شعري من الحزن فيما تغدقت عيناي بالدموع حزنا وكمدا”.
وفي تعقيبه على هذا الرثاء، قال مدير المتحف أحمد تركمان أوغلو، إن “الزوجة أبدعت في وصف حزنها على زوجها (..) وهذا التابوت من القطع المهمة جدا حيث تم نحته وتصميمه في مدينة نيقيّة”.
وأضاف في حديثه لوكالة الأناضول، إن التوابيت الحجرية المعروضة في المتحف تم اكتشافها أثناء الحفريات وأعمال التنقيب الأثرية.
وأوضح أن هذه التوابيت الحجرية تجذب الزوّار “للاطّلاع على زخارفها ومنحوتاتها”.
وفي السياق، بيّن تركمان أوغلو أن “إزنيق شهدت افتتاح أول متحف في تاريخها عام 1960، وذلك في مبنى وقف (نيلوفر خاتون) التاريخي”.
وأضاف إن “أنشطة المتاحف في المنطقة ما زالت مستمرّة منذ ذلك التاريخ، فيما يضم المتحف الحالي قطعا أثرية مهمة جدا”.
وأوضح أن عام 2020 شهد تغيير اسم “وقف نيلوفر خاتون” إلى “متحف الفنون التركية الإسلامية”؛ حيث يضمّ المتحف قطعا أثرية تؤرخ لتاريخ المنطقة.
وأشار إلى أن الاكتشافات التاريخية حول “إزنيق” تُدلل على أن تأسيس المدينة يعود إلى ما يزيد عن 6500 عام قبل الميلاد.
