نداء بوست – عبد الله العمري – الرقة
تشهد مناطق سيطرة “قسد” في محافظة الرقة تراجُعاً كبيراً في زراعة محصول القطن مقارنةً مع السنوات السابقة نتيجة لارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة والبذور بالإضافة لانتشار العديد من الأمراض.
وقال مراسل “نداء بوست” في الرقة: إن نسبة الأراضي الزراعية المزروعة بمحصول القطن وصلت إلى 10٪ من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة في المحافظة بعدما كانت النسبة تتعدى الـ 50% من مجموع تلك الأراضي.
ويقول أبو محمود أحد مزارعي القطن في محافظة الرقة لـ”نداء بوست”: إن ارتفاع أسعار المحروقات حيث وصل سعر اللتر الواحد من مادة المازوت إلى 1400 ليرة سورية وغياب الدعم المقدَّم من قِبل مؤسسات الإدارة الذاتية التابعة لـ”قسد” فضلاً عن ارتفاع أسعار الأسمدة اللازمة لمحصول القطن، كل ذلك أدى إلى إحجام أغلب الفلاحين في المنطقة عن زراعة القطن.
بينما يقول أحد المهندسين الزراعيين والذي يعمل في صيدلية لبيع الأدوية والمبيدات الحشرية في المحافظة: إن ارتفاع أسعار تلك المبيدات دفع بأغلب الفلاحين للاستعاضة عن الأدوية باهظة الثمن بأخرى أقل جودة، وهو ما أدى لآثار سلبية على المحاصيل وتسبب بانخفاض نسبة الإنتاج فيها من 650 كيلوغراماً في الدونم الواحد على الأقل إلى ما دون 200 كيلوغرام للدونم، وبالتالي تراجُع في إنتاج محصول القطن.
بينما أضاف فلاح آخر رفض ذكر اسمه قائلاً: إن الأسعار التي تقدمها الإدارة الذاتية أقل بكثير من الأسعار الحقيقية لمحصول القطن، وبالكاد تكون كافية لتغطية تكاليف زراعته حيث حددت الإدارة الذاتية أسعار الكيلوغرام من القطن العام الماضي بـ 2000 ليرة سورية بينما كان تُجّار القطاع الخاصّ يدفعون مبلغ 2800 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد الأمر الذي شكَّل حاجزاً أمام الفلاحين.
يُشار إلى أن الأراضي الزراعية في مناطق سيطرة “قسد” شمال شرق سورية وخاصة في محافظتَي الحسكة والرقة تعد من أخصب الأراضي الزراعية وأنسبها لزراعة المحاصيل الزراعية كالقطن والذرة وغيرها بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة فيها صيفاً، الأمر الذي يساعد في إنتاج محصول القطن في حال توفر الدعم اللازم للفلاح.