رفض رئيس النظام السوري لقاءاً مع قيادات حزب "البعث"، بعد تقدم أعضاء من القيادة واللجنة المركزية بطلب لقاء مع "بشار الأسد" في شباط/فبراير الماضي، لوضعه بصورة المشاكل الداخلية في الحزب، وأهمها تعارض التعليمات والتوجيهات الروسية مع خطة اللجنة المركزية في الحزب.
وجاء رد القصر الجمهوري بعدم إمكانية إجراء اللقاء دون تحديد السبب، كما تكرر ذلك خلال آذار/مارس وصولاً حتى نيسان/إبريل الجاري.
وعقد اللواء "علي مملوك" اجتماعاً على مستوى قيادات مفاصل الحزب في 2 نيسان/إبريل الجاري حضره في دمشق "هلال الهلال" الأمين العام المساعد للحزب، واللواء "ياسر الشوفي" و"رائد الغضبان" (اللجنة المركزية للحزب) واللواء "نزار خضر"، رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في المنطقة الشرقية، واللواء "سليم حربا" رئيس اللجنة الأمنية بحلب.
وبحسب مصدر مطلع لـ "نداء بوست" فإنّ الاجتماع ناقش الخلافات الداخلية على مستوى قيادة وكوادر الحزب، وما يسببه تداول احتمال طلب روسيا تأجيل الانتخابات الرئاسية من خلافات بين مفاصل وقيادات الحزب، وناقش الاجتماع مجدداً ضرورة لقاء قيادة الحزب مع "بشار الأسد".
ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها "نداء بوست" فإنّ روسيا لم تتخذ حتى الآن أي قرار حول الانتخابات الرئاسية وإجرائها في موعدها، ولم تصدر عن السفارة الروسية في دمشق أيّ توجيهات وتعليمات باستثناء توجيهات بالاعتماد على اللجان الشعبية بدلاً عن اللجان الحزبية والأمنية.
وتعود أسباب التخلي عن اللجان الحزبية بسبب التقارير الواردة للسفارة الروسية عن الاستياء الشعبي في حلب والمحافظات الشرقية، من أداء اللجان الحزبية والأفرع الأمنية ضمن حملة "الأسد خيارنا" وهي حملة مدعومة بشكل مباشر من السفارة الإيرانية في دمشق.
ويعتبر دور حزب "البعث" القيادي في سوريا، هو من أهم الأمور الخلافية بين الجانب الروسي والجانب الإيراني، والمشروع الروسي لتحديد دور حزب "البعث" هو سبب مباشر في خلافات داخل قيادة وكوادر الحزب نفسه.
تجدر الإشارة إلى أن الخلافات الجوهرية بين الروس والإيرانيين، تتعلق بحفاظ الإيرانيين على بقاء بنية وطريقة إدارة النظام لسوريا، كما هي وبناءً على مبادئ دستور 2012، بينما يجنح الروس لتغييرات في النظام تتوافق مع مصالحهم بعضها عن إدراك لضرورات التغيير، وبعضها استجابة للضغوطات الدولية والإقليمية على سوريا.