7 فبراير 2023
اتصل بنا
من نحن
نداء بوست
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • أخبار العالم
    • الشرق الأوسط
    • دولي
    • أدوار خارجية
  • سورية
    • سياسي
    • ميداني
  • ملفات
    • اقتصاد
    • تحقيقات
    • ترجمات
  • مقالات رأي
  • حوارات
  • بروفايل
  • رياضة ومنوعات
    • صحة
    • سينما وتلفزيون
    • مجتمع
    • اكتشافات
    • سوشال ميديا
    • تكنولوجيا
    • رياضة
      • كأس العالم قطر 2022
  • ثقافة وفن
    • نصوص
    • كتب
    • حوارات ثقافية
    • تراث
  • الرئيسية
  • أخبار العالم
    • الشرق الأوسط
    • دولي
    • أدوار خارجية
  • سورية
    • سياسي
    • ميداني
  • ملفات
    • اقتصاد
    • تحقيقات
    • ترجمات
  • مقالات رأي
  • حوارات
  • بروفايل
  • رياضة ومنوعات
    • صحة
    • سينما وتلفزيون
    • مجتمع
    • اكتشافات
    • سوشال ميديا
    • تكنولوجيا
    • رياضة
      • كأس العالم قطر 2022
  • ثقافة وفن
    • نصوص
    • كتب
    • حوارات ثقافية
    • تراث
No Result
View All Result
نداء بوست
No Result
View All Result

“الوكالة”.. نساء سوريات تحت مخاطر الاستغلال الجنسي الإلكتروني

“الوكالة”.. نساء سوريات تحت مخاطر الاستغلال الجنسي الإلكتروني
نداء بوستbyنداء بوست
16 يناير، 2023
in تحقيقات, سورية

المشاهدات 7٬946

نداء بوستbyنداء بوست
16 يناير، 2023
in تحقيقات, سورية

المشاهدات 7٬946

نداء بوست- تحقيقات- آلاء عوض

“أنتِ وشطارتك” بهاتين الكلمتين بدأت معي “لانا” حديثها عندما سألتها عن ماهية العمل الذي أعلنت عنه عَبْر إحدى صفحات تجمع السوريات وجاء فيه “عمل بسيط ومريح جداً للبنات عَبْر الإنترنت ويدرّ مبالغ محترمة.. العمل ليس تسويق منتجات ولا مندوبة مبيعات!”.

تواصلتُ مع لانا بعد أن لفتني الإعلان وعبّرت لها عن رغبتي في العمل فطلبت مني تحميل برنامج يدعى (soul chill) على هاتفي لتشرح لي تفاصيل “العمل” وهناك بدأت الرحلة.

تطبيق بدائي بتصميم سيئ يتم من خلاله إنشاء مجموعات تعارُف. في مكان مزدحم بالأسماء الفاتنة وصور الجميلات والمثيرات من المشاهير عبرتُ إلى مجموعة تُدعى وكالة “القوى الناعمة” فيها نحو 1500 فتاة معظمهن سوريات في مناطق سيطرة النظام، وانضممت لها لأباشر “عملي” الذي كما وصفته لانا بأنه سهل وممتع ولا يحتاج لأي خبرات سابقة.

كل ما يتطلّبه العمل من “القوى الناعمة” مهارات تواصل اجتماعية عالية وقدرة على جذب الداعمين، والأدوات هي فقط الصوت والحديث الشيّق بحسب “لانا” ليتضح لي فيما بعدُ أن العمل هو استغلال جنسي تحت ستار التواصل وبناء صداقات.

يتوجّب على كل فتاة، التواصل مع شباب من مجموعات أخرى وجذبهم عن طريق الغناء أو إلقاء النكت أو حتى الأحاديث العادية الممزوجة ببعض الطراوة، وعادة ما يتواجد في كل مجموعة العديد من الشبان “الداعمين” الذين يبحثون عن شابات يستحققن الدعم من وجهة نظرهم.

أما طريقة الدعم فتكون عَبْر التطبيق أيضاً، إذ يتيح أدوات تعبيرية خاصة منها (الأزهار والألماس) يشتريها الداعم ويرسلها للفتاة، لكن الأخيرة لا تستطيع التحكم بها أو أخذ الهدايا مباشرة أو الحصول على ثمنها -عبر التطبيق- وتذهب الهدايا جميعها إلى إدارة كل مجموعة، يبيعها “المدير” ويعطي الشابات مبالغ مالية شهرية “كمرتبات” تتراوح بين الـ 20 والـ 50 دولاراً.

مصطفى مدير الوكالة العراقي

يُدير المجموعةَ التي انضممت إليها ما يُدعى وكالة “القوى الناعمة” شاب عراقي يدعى “مصطفى” يُلزِم بنات الوكالة بقوانين صارمة فهو يدّعي حرصه عليهن وخوفه عليهن من الاستغلال الجنسي، ويطلب منهن عدم الإفصاح عن هُوِيّتهن الحقيقية أو صورهن ومعلوماتهن للداعم.

تساعدانه في إدارة بنات الوكالة “أريج ولانا” سوريتان أيضاً أريج من ريف دمشق ولانا من حمص، تنفذان تعليمات المدير حرفياً وإملاءاته وتطلبان من الفتيات الانصياع لأوامر مصطفى فهو الأخ المِعْطاء وهو مَن يدير العملية دون أن ينوبه منها أي فوائد أو مكاسب.

يدّعي “مصطفى” أنه يحبّ فعل الخير ويريد مساعدة السوريات لاطلاعه على أحوالهن الصعبة وعلمه بحاجتهن، ويزعم أنه لا ينال شيئاً من الأرباح وإنما يبيع “الهدايا” ويرسل الثمن لينتشل “الأخوات السوريات من براثن الفقر والحاجة”، وبذلك يكسب أجراً عند الله وهذا هو ربحه الوحيد.

للوكالة قوانينها!

قد يخطر ببالك لبرهة وأنت/ وأنتِ في المجموعة وأثناء المحادثات أنك في مجتمع حقيقي يسوده “النظام” أو مؤسسة كبيرة لها لوائحها الداخلية وأحكامها، فمدير الوكالة “مصطفى” العراقي كان يعقد اجتماعات دورية مع بنات المجموعة، يحثهنّ فيها على الالتزام بالقوانين، وتتلخّص بعدم إرسال أي معلومات أو صور حقيقية للشباب “الداعمين”، وعدم إنشاء مجموعات تواصل خاصة، فكثيراً ما كان ينشـأ بين البنات وبعض داعميهن علاقات حب وإعجاب ومن الممكن أن يؤثر ذلك على سَيْر العمل.

فالمعجب من الممكن أن لا يرسل “الأموال” عَبْر التطبيق، ويرسلها بشكل خاص للفتاة التي نشأت بينه وبينها علاقة إعجاب أو صداقة إلخ.. وبذلك تتضاءل فرصة “مصطفى” في الحصول على مبالغ إضافية عَبْر التطبيق.

سباب وشتائم وإهانة

المؤلم أن البنات كن يسمين دخولهن إلى التطبيق يومياً بـ “العمل”، حيث يتوجّب على كل فتاة أن تبقى في العمل “أون لاين” لمدة لا تقل عن ساعتين إلى أربع ساعات يومياً، ومن الممكن أن تتجاوز المدة الست ساعات إذا كان هنالك حدث أو مناسبة تستوجب الحضور والمشاركة بالأنشطة والتحدِّيات، بَيْد أن مشكلة الإنترنت وانقطاع الكهرباء في سورية -مناطق سيطرة نظام الأسد- كانت تَحُول دون مشاركة البعض، فينهال عليهنّ “مصطفى” بالسباب والشتائم لعدم التزامهنّ بـ “العمل”، ويشير لهنّ بأصابع الاتهام لتقصيرهنّ في شحن الهواتف والتساهل.

فيما تتولى “أريج ولانا” مهمة توعية البنات بأهمية مواجهة كل الظروف في سبيل الدخول للتطبيق، مكررات عبارات من قَبِيل “هل بإمكانكنّ عدم الذهاب إلى العمل.. عملنا هو الدخول إلى التطبيق.. هل بإمكانكنّ التأخُّر عن العمل يومياً”، والمقصود أنه ينبغي على البنات التعامل مع “التطبيق” على اعتباره مؤسسة حقيقية عليهن الذهاب إليها يومياً وعدم التأخر أو التسيُّب.

وفي أحيان كثيرة قد يتجاوز الأمر السباب والصراخ، إلى التهديد بفضح أسرار البنات كون “الإدارة” تعرف معلوماتهنّ الشخصية، فعملية تحويل الراتب تتمّ عَبْر مكاتب سوداء لها أفرع في بلدان أخرى ويُطلَب من كل فتاة أن تُرسل صورة هُوِيّتها لـلمدير الذي يقوم بدوره بتحويل المبالغ المالية، وينبغي إبراز صورة الهُوِيّة عند تسلُّم المبلغ “الراتب”.

قابلتُ بنات تمردْنَ على الإدارة، بعد أن نشأ بينهنّ وبين داعميهنّ علاقات حب تطورت إلى وعود بالزواج، فما كان من المدير إلا أن غضب عليهن، وأرسل لهن تهديدات من بنات أخريات بفضحهن وكشف المستور!

لكن الشابات في تلك الحالة لا يأبهْنَ كثيراً بتهديد مصطفى ووعيده إذ إن فرحتهن بإيجاد مخلّص تتجاوز كلّ ما يُضمره لهنّ من أذى، وغالباً لا تنتهي العلاقات في إطار ” soul chill” بالزواج، لكن فرحة البنات بوجود خاطب يبعث بالطمأنينة في نفوسهنّ ويجعلهنّ يتحررْنَ من قيود “العمل”، فكثيراً ما يستغنين عنه بعد إعلان الارتباط، وهو ما يعدّه المدير “خيانة” لقوانين العمل، وعرقلة لمسيره، فلو أن كل فتاة ارتبطت بداعم وخرجت معه من المجموعة، لن يتبقَّ أحد يموّل مشروعه!

بألفاظ سوقية بذيئة كان يتعمّد مصطفى تشويه سمعة أي فتاة تركت العمل بعد الارتباط بداعم على مسمع البنات الأخريات لكي لا يحذون حذوها، ويصفها بـ”العاهرة بنت العاهرة”، وتؤيدانه “أريج ولانا” عَبْر طرح قصص ومواقف تدلّل على كلام المدير وتؤيده.

الاستغلال الإلكتروني أسهل!

بعد إلحاحي على أريج المُساعِدة الثانية للمدير بعد لانا (الأسماء كلها وهمية) أن تتحدث لي عن ماهية العمل أكثر وعن مكاسب “مصطفى”، ولماذا اختارت هي هذا “العمل” على الرغم من أنها تبدو قوية الشخصية وعلى درجة معقولة من التعليم ولديها مهارات في الحديث والإقناع.

تحدثت لي عن تجاربها في العمل الواقعي لا الافتراضي، وكيف أنها تعرضت في السابق لتحرش حقيقي من مدير مطعم عملت معه فضلاً عن الضغط الكبير والأجر غير المتناسب مع الجهد، مُعبِّرةً بقولها “التحرش الإلكتروني أسهل”. مضيفة “سنتعرّض لتحرُّش في كِلتا الحالتين، برأيي التحرش عَبْر الشبكة أكثر أمناً، كون المتحرش لا يستطيع رؤيتك أو لمسك”.

تعيل لانا أطفالها الثلاثة، وهي منفصلة عن زوجها الذي اختفى منذ أعوام، ولا أحد يعلم عنه شيئاً، لديها شهادة في الثانوية العامة، وخبرة في الطبخ، ما جعل أبرز تجاربها السابقة في العمل ضِمن مطاعم.

أضافت: “تغيّرت حياتي منذ بدأت بالعمل مع الوكالة، على الأقل العمل من داخل المنزل، وبالتالي أتمكن من رعاية أطفالي ولا أتغيب عن المنزل طويلاً، فضلاً عن أنه مريح فهو على الأقل أسهل من الوقوف 10 ساعات في المحال التجارية والمطاعم”.

مُعبِّرةً: “الآن شبع أبنائي من الطعام بعد أن كان مرتبي في السابق لا يكفي لسدّ إيجار المنزل”.

أثناء حديثي معها كانت تُقدِّم الطعام لأحد أبنائها الذي بدا أنه ما يزال رضيعاً، وكانت تضطر لتركه مع ابنتها الكبرى عندما كانت تعمل خارج المنزل، وأردفت “البنت القوية والنزيهة لا أحد يستطيع إيذاءها ضِمن هذا التطبيق أما الفتيات اللواتي يدخلن لأسباب أخرى كإقامة علاقات عاطفية هؤلاء غير مرحَّب بهنّ”، مُصِرّةً على إطلاق اسم “عمل” على ما تقوم به!

وسط نفاد أدوات التأقلم في سورية وتضحية نظام الأسد بكرامة شباب وشابات سورية يبدو أن لا حلول في الأفق لملايين السوريين والسوريات الذين لم يترك لهم النظام خيارات؛ فإما الموت جوعاً أو الانعطاف نحو طرق شائكة.

تحقيق استقصائي لـ”نداء بوست” يكشف للمرة الأولى تفاصيل جديدة عن شبكة الكبتاغون في سورية

تقول الأمم المتحدة: إن أكثر من 90% من السوريين يعيشون تحت خطّ الفقر المُدقِع فيما تؤكد تقارير الفاو أن الجوع في سورية وصل إلى مستويات غير مسبوقة، ناهيك عن أزمة الوقود التي شلّت كل قطاعات الحياة وَفْقَ “فايننشيال تايمز” التي أشارت إلى أن البلاد في طريق مسدود، حيث لا يوجد وقود للمولدات لتوفير الكهرباء، كما أوقفت المصانع عملياتها وألغت الجامعات الفصول الدراسية، وأصبح انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 22 ساعة في اليوم هو المعيار السائد في دمشق والمنطقة المحيطة بها، ما وصفه موظف “حكومي” في دمشق للصحيفة، “يبدو الأمر وكأننا نعود إلى العصر الحجري”.

تعرّفت أيضاً من خلال المجموعة على سيدة سورية مُسنّة تعيش في تركيا وحدها، ويبدو أنها مريضة ومتروكة دون دعم أو مساعدة، وقالت: إن أبناءها هاجروا وتركوها، وهي بحاجة للمال لشراء أدويتها، فنصحتها بعض البنات بالدخول إلى التطبيق لعلّها تستطيع كسب التعاطف، ومن ثَمّ الهدايا والمال. وفعلاً كان بعض الشباب يدعمونها لإثبات كرمهم أمام بنات أخريات يرغبون بلفت نظرهن.

حاولت أخيراً التواصل مع مدير الوكالة “مصطفى” لكنه، أخرجني من المجموعات وحظرني، بعد أن دارت حولي الشكوك بسبب كثرة أسئلتي وعدم التزامي بـ “العمل”.

في أيام الجمعة كان يعمد مصطفى إلى تشغيل آيات من القرآن الكريم ضِمن المجموعة، وتتبادل الفتيات التهنئة باليوم المبارك مع بعض التحدّيات المرتبطة بعلوم القرآن والحديث، في حين كانت بعض النسوة يشركن أبناءهن المتميزين في تلاوة القرآن بقراءة بعض السور على الملأ، ويقطع هذا “الخشوعَ” أغانٍ هابطة يبادر بوضعها بعض الداعمين معلنين بداية “العمل”.

 

 

 

 

 

 

 

Tags: أزمة المحروقاتالأطفالالاستغلال الجنسيالفقرسلايدسوريانساءنظام الأسد

“الوكالة”.. نساء سوريات تحت مخاطر الاستغلال الجنسي الإلكتروني

“الوكالة”.. نساء سوريات تحت مخاطر الاستغلال الجنسي الإلكتروني

نداء بوست- تحقيقات- آلاء عوض

“أنتِ وشطارتك” بهاتين الكلمتين بدأت معي “لانا” حديثها عندما سألتها عن ماهية العمل الذي أعلنت عنه عَبْر إحدى صفحات تجمع السوريات وجاء فيه “عمل بسيط ومريح جداً للبنات عَبْر الإنترنت ويدرّ مبالغ محترمة.. العمل ليس تسويق منتجات ولا مندوبة مبيعات!”.

تواصلتُ مع لانا بعد أن لفتني الإعلان وعبّرت لها عن رغبتي في العمل فطلبت مني تحميل برنامج يدعى (soul chill) على هاتفي لتشرح لي تفاصيل “العمل” وهناك بدأت الرحلة.

تطبيق بدائي بتصميم سيئ يتم من خلاله إنشاء مجموعات تعارُف. في مكان مزدحم بالأسماء الفاتنة وصور الجميلات والمثيرات من المشاهير عبرتُ إلى مجموعة تُدعى وكالة “القوى الناعمة” فيها نحو 1500 فتاة معظمهن سوريات في مناطق سيطرة النظام، وانضممت لها لأباشر “عملي” الذي كما وصفته لانا بأنه سهل وممتع ولا يحتاج لأي خبرات سابقة.

كل ما يتطلّبه العمل من “القوى الناعمة” مهارات تواصل اجتماعية عالية وقدرة على جذب الداعمين، والأدوات هي فقط الصوت والحديث الشيّق بحسب “لانا” ليتضح لي فيما بعدُ أن العمل هو استغلال جنسي تحت ستار التواصل وبناء صداقات.

يتوجّب على كل فتاة، التواصل مع شباب من مجموعات أخرى وجذبهم عن طريق الغناء أو إلقاء النكت أو حتى الأحاديث العادية الممزوجة ببعض الطراوة، وعادة ما يتواجد في كل مجموعة العديد من الشبان “الداعمين” الذين يبحثون عن شابات يستحققن الدعم من وجهة نظرهم.

أما طريقة الدعم فتكون عَبْر التطبيق أيضاً، إذ يتيح أدوات تعبيرية خاصة منها (الأزهار والألماس) يشتريها الداعم ويرسلها للفتاة، لكن الأخيرة لا تستطيع التحكم بها أو أخذ الهدايا مباشرة أو الحصول على ثمنها -عبر التطبيق- وتذهب الهدايا جميعها إلى إدارة كل مجموعة، يبيعها “المدير” ويعطي الشابات مبالغ مالية شهرية “كمرتبات” تتراوح بين الـ 20 والـ 50 دولاراً.

مصطفى مدير الوكالة العراقي

يُدير المجموعةَ التي انضممت إليها ما يُدعى وكالة “القوى الناعمة” شاب عراقي يدعى “مصطفى” يُلزِم بنات الوكالة بقوانين صارمة فهو يدّعي حرصه عليهن وخوفه عليهن من الاستغلال الجنسي، ويطلب منهن عدم الإفصاح عن هُوِيّتهن الحقيقية أو صورهن ومعلوماتهن للداعم.

تساعدانه في إدارة بنات الوكالة “أريج ولانا” سوريتان أيضاً أريج من ريف دمشق ولانا من حمص، تنفذان تعليمات المدير حرفياً وإملاءاته وتطلبان من الفتيات الانصياع لأوامر مصطفى فهو الأخ المِعْطاء وهو مَن يدير العملية دون أن ينوبه منها أي فوائد أو مكاسب.

يدّعي “مصطفى” أنه يحبّ فعل الخير ويريد مساعدة السوريات لاطلاعه على أحوالهن الصعبة وعلمه بحاجتهن، ويزعم أنه لا ينال شيئاً من الأرباح وإنما يبيع “الهدايا” ويرسل الثمن لينتشل “الأخوات السوريات من براثن الفقر والحاجة”، وبذلك يكسب أجراً عند الله وهذا هو ربحه الوحيد.

للوكالة قوانينها!

قد يخطر ببالك لبرهة وأنت/ وأنتِ في المجموعة وأثناء المحادثات أنك في مجتمع حقيقي يسوده “النظام” أو مؤسسة كبيرة لها لوائحها الداخلية وأحكامها، فمدير الوكالة “مصطفى” العراقي كان يعقد اجتماعات دورية مع بنات المجموعة، يحثهنّ فيها على الالتزام بالقوانين، وتتلخّص بعدم إرسال أي معلومات أو صور حقيقية للشباب “الداعمين”، وعدم إنشاء مجموعات تواصل خاصة، فكثيراً ما كان ينشـأ بين البنات وبعض داعميهن علاقات حب وإعجاب ومن الممكن أن يؤثر ذلك على سَيْر العمل.

فالمعجب من الممكن أن لا يرسل “الأموال” عَبْر التطبيق، ويرسلها بشكل خاص للفتاة التي نشأت بينه وبينها علاقة إعجاب أو صداقة إلخ.. وبذلك تتضاءل فرصة “مصطفى” في الحصول على مبالغ إضافية عَبْر التطبيق.

سباب وشتائم وإهانة

المؤلم أن البنات كن يسمين دخولهن إلى التطبيق يومياً بـ “العمل”، حيث يتوجّب على كل فتاة أن تبقى في العمل “أون لاين” لمدة لا تقل عن ساعتين إلى أربع ساعات يومياً، ومن الممكن أن تتجاوز المدة الست ساعات إذا كان هنالك حدث أو مناسبة تستوجب الحضور والمشاركة بالأنشطة والتحدِّيات، بَيْد أن مشكلة الإنترنت وانقطاع الكهرباء في سورية -مناطق سيطرة نظام الأسد- كانت تَحُول دون مشاركة البعض، فينهال عليهنّ “مصطفى” بالسباب والشتائم لعدم التزامهنّ بـ “العمل”، ويشير لهنّ بأصابع الاتهام لتقصيرهنّ في شحن الهواتف والتساهل.

فيما تتولى “أريج ولانا” مهمة توعية البنات بأهمية مواجهة كل الظروف في سبيل الدخول للتطبيق، مكررات عبارات من قَبِيل “هل بإمكانكنّ عدم الذهاب إلى العمل.. عملنا هو الدخول إلى التطبيق.. هل بإمكانكنّ التأخُّر عن العمل يومياً”، والمقصود أنه ينبغي على البنات التعامل مع “التطبيق” على اعتباره مؤسسة حقيقية عليهن الذهاب إليها يومياً وعدم التأخر أو التسيُّب.

وفي أحيان كثيرة قد يتجاوز الأمر السباب والصراخ، إلى التهديد بفضح أسرار البنات كون “الإدارة” تعرف معلوماتهنّ الشخصية، فعملية تحويل الراتب تتمّ عَبْر مكاتب سوداء لها أفرع في بلدان أخرى ويُطلَب من كل فتاة أن تُرسل صورة هُوِيّتها لـلمدير الذي يقوم بدوره بتحويل المبالغ المالية، وينبغي إبراز صورة الهُوِيّة عند تسلُّم المبلغ “الراتب”.

قابلتُ بنات تمردْنَ على الإدارة، بعد أن نشأ بينهنّ وبين داعميهنّ علاقات حب تطورت إلى وعود بالزواج، فما كان من المدير إلا أن غضب عليهن، وأرسل لهن تهديدات من بنات أخريات بفضحهن وكشف المستور!

لكن الشابات في تلك الحالة لا يأبهْنَ كثيراً بتهديد مصطفى ووعيده إذ إن فرحتهن بإيجاد مخلّص تتجاوز كلّ ما يُضمره لهنّ من أذى، وغالباً لا تنتهي العلاقات في إطار ” soul chill” بالزواج، لكن فرحة البنات بوجود خاطب يبعث بالطمأنينة في نفوسهنّ ويجعلهنّ يتحررْنَ من قيود “العمل”، فكثيراً ما يستغنين عنه بعد إعلان الارتباط، وهو ما يعدّه المدير “خيانة” لقوانين العمل، وعرقلة لمسيره، فلو أن كل فتاة ارتبطت بداعم وخرجت معه من المجموعة، لن يتبقَّ أحد يموّل مشروعه!

بألفاظ سوقية بذيئة كان يتعمّد مصطفى تشويه سمعة أي فتاة تركت العمل بعد الارتباط بداعم على مسمع البنات الأخريات لكي لا يحذون حذوها، ويصفها بـ”العاهرة بنت العاهرة”، وتؤيدانه “أريج ولانا” عَبْر طرح قصص ومواقف تدلّل على كلام المدير وتؤيده.

الاستغلال الإلكتروني أسهل!

بعد إلحاحي على أريج المُساعِدة الثانية للمدير بعد لانا (الأسماء كلها وهمية) أن تتحدث لي عن ماهية العمل أكثر وعن مكاسب “مصطفى”، ولماذا اختارت هي هذا “العمل” على الرغم من أنها تبدو قوية الشخصية وعلى درجة معقولة من التعليم ولديها مهارات في الحديث والإقناع.

تحدثت لي عن تجاربها في العمل الواقعي لا الافتراضي، وكيف أنها تعرضت في السابق لتحرش حقيقي من مدير مطعم عملت معه فضلاً عن الضغط الكبير والأجر غير المتناسب مع الجهد، مُعبِّرةً بقولها “التحرش الإلكتروني أسهل”. مضيفة “سنتعرّض لتحرُّش في كِلتا الحالتين، برأيي التحرش عَبْر الشبكة أكثر أمناً، كون المتحرش لا يستطيع رؤيتك أو لمسك”.

تعيل لانا أطفالها الثلاثة، وهي منفصلة عن زوجها الذي اختفى منذ أعوام، ولا أحد يعلم عنه شيئاً، لديها شهادة في الثانوية العامة، وخبرة في الطبخ، ما جعل أبرز تجاربها السابقة في العمل ضِمن مطاعم.

أضافت: “تغيّرت حياتي منذ بدأت بالعمل مع الوكالة، على الأقل العمل من داخل المنزل، وبالتالي أتمكن من رعاية أطفالي ولا أتغيب عن المنزل طويلاً، فضلاً عن أنه مريح فهو على الأقل أسهل من الوقوف 10 ساعات في المحال التجارية والمطاعم”.

مُعبِّرةً: “الآن شبع أبنائي من الطعام بعد أن كان مرتبي في السابق لا يكفي لسدّ إيجار المنزل”.

أثناء حديثي معها كانت تُقدِّم الطعام لأحد أبنائها الذي بدا أنه ما يزال رضيعاً، وكانت تضطر لتركه مع ابنتها الكبرى عندما كانت تعمل خارج المنزل، وأردفت “البنت القوية والنزيهة لا أحد يستطيع إيذاءها ضِمن هذا التطبيق أما الفتيات اللواتي يدخلن لأسباب أخرى كإقامة علاقات عاطفية هؤلاء غير مرحَّب بهنّ”، مُصِرّةً على إطلاق اسم “عمل” على ما تقوم به!

وسط نفاد أدوات التأقلم في سورية وتضحية نظام الأسد بكرامة شباب وشابات سورية يبدو أن لا حلول في الأفق لملايين السوريين والسوريات الذين لم يترك لهم النظام خيارات؛ فإما الموت جوعاً أو الانعطاف نحو طرق شائكة.

تحقيق استقصائي لـ”نداء بوست” يكشف للمرة الأولى تفاصيل جديدة عن شبكة الكبتاغون في سورية

تقول الأمم المتحدة: إن أكثر من 90% من السوريين يعيشون تحت خطّ الفقر المُدقِع فيما تؤكد تقارير الفاو أن الجوع في سورية وصل إلى مستويات غير مسبوقة، ناهيك عن أزمة الوقود التي شلّت كل قطاعات الحياة وَفْقَ “فايننشيال تايمز” التي أشارت إلى أن البلاد في طريق مسدود، حيث لا يوجد وقود للمولدات لتوفير الكهرباء، كما أوقفت المصانع عملياتها وألغت الجامعات الفصول الدراسية، وأصبح انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 22 ساعة في اليوم هو المعيار السائد في دمشق والمنطقة المحيطة بها، ما وصفه موظف “حكومي” في دمشق للصحيفة، “يبدو الأمر وكأننا نعود إلى العصر الحجري”.

تعرّفت أيضاً من خلال المجموعة على سيدة سورية مُسنّة تعيش في تركيا وحدها، ويبدو أنها مريضة ومتروكة دون دعم أو مساعدة، وقالت: إن أبناءها هاجروا وتركوها، وهي بحاجة للمال لشراء أدويتها، فنصحتها بعض البنات بالدخول إلى التطبيق لعلّها تستطيع كسب التعاطف، ومن ثَمّ الهدايا والمال. وفعلاً كان بعض الشباب يدعمونها لإثبات كرمهم أمام بنات أخريات يرغبون بلفت نظرهن.

حاولت أخيراً التواصل مع مدير الوكالة “مصطفى” لكنه، أخرجني من المجموعات وحظرني، بعد أن دارت حولي الشكوك بسبب كثرة أسئلتي وعدم التزامي بـ “العمل”.

في أيام الجمعة كان يعمد مصطفى إلى تشغيل آيات من القرآن الكريم ضِمن المجموعة، وتتبادل الفتيات التهنئة باليوم المبارك مع بعض التحدّيات المرتبطة بعلوم القرآن والحديث، في حين كانت بعض النسوة يشركن أبناءهن المتميزين في تلاوة القرآن بقراءة بعض السور على الملأ، ويقطع هذا “الخشوعَ” أغانٍ هابطة يبادر بوضعها بعض الداعمين معلنين بداية “العمل”.

 

 

 

 

 

 

 

Tags: أزمة المحروقاتالأطفالالاستغلال الجنسيالفقرسلايدسوريانساءنظام الأسد
نظام الأسد ينفي طلب مساعدة من إسرائيل لمواجهة تداعيات الزلزال
سورية

نظام الأسد ينفي طلب مساعدة من إسرائيل لمواجهة تداعيات الزلزال

by نداء بوست
2023/02/07

نداء بوست

موقع نداء بوست منصّة إخبارية سياسية ثقافية اجتماعية اقتصادية منوّعة

الصحة العالمية: عدد ضحايا الزلزال قد يرتفع لثمانية أضعاف
دولي

الصحة العالمية: عدد ضحايا الزلزال قد يرتفع لثمانية أضعاف

by نداء بوست
2023/02/07
الدفاع المدني السوري يكشف عن آخِر ضحايا الزلزال شمال غرب سورية
ادلب

الدفاع المدني السوري يكشف عن آخِر ضحايا الزلزال شمال غرب سورية

by نداء بوست
2023/02/07
نتنياهو: تلقينا طلباً لتقديم المساعدة لجرحى الزلزال في سورية
سورية

نتنياهو: تلقينا طلباً لتقديم المساعدة لجرحى الزلزال في سورية

by نداء بوست
2023/02/06

من الممكن أن يعجبك

نظام الأسد ينفي طلب مساعدة من إسرائيل لمواجهة تداعيات الزلزال
سورية

نظام الأسد ينفي طلب مساعدة من إسرائيل لمواجهة تداعيات الزلزال

نفى مصدر رسمي لصحيفة "الوطن" الموالية، صحة الأنباء التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول تلقيه طلباً من النظام ...

7 فبراير، 2023
الصحة العالمية: عدد ضحايا الزلزال قد يرتفع لثمانية أضعاف
دولي

الصحة العالمية: عدد ضحايا الزلزال قد يرتفع لثمانية أضعاف

  نداء بوست- متابعات حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد ضحايا كارثة الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا قد يتضاعف ...

7 فبراير، 2023
الدفاع المدني السوري يكشف عن آخِر ضحايا الزلزال شمال غرب سورية
ادلب

الدفاع المدني السوري يكشف عن آخِر ضحايا الزلزال شمال غرب سورية

كشف فريق الدفاع المدني السوري عن ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غرب سورية لأكثر من 733 حالة وفاة وأكثر ...

7 فبراير، 2023
نتنياهو: تلقينا طلباً لتقديم المساعدة لجرحى الزلزال في سورية
سورية

نتنياهو: تلقينا طلباً لتقديم المساعدة لجرحى الزلزال في سورية

  نداء بوست- أخبار سورية- متابعات أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، تلقي بلاده طلباً لتقديم المساعدة لجرحى ...

6 فبراير، 2023
تنفيذاً لأوامر أمير قطر جسر جوي من دولة قطر إلى تركيا
سياسي

تنفيذاً لأوامر أمير قطر جسر جوي من دولة قطر إلى تركيا

نداء بوست- متابعات- إسطنبول تنطلق أولى رحلات الجسر الجوي الذي خصصته دولة قطر لدعم تركيا في مواجهة كارثة الزلزال الذي ...

6 فبراير، 2023
Next Post
معاناة فصل الشتاء تُجبر السوريين على حرق القمامة للتدفئة

معاناة فصل الشتاء تُجبر السوريين على حرق القمامة للتدفئة

نداء بوست

موقع “نداء بوست” منصّة إخبارية سياسية ثقافية اجتماعية اقتصادية منوّعة تأسست لمواكبة الشؤون السورية والعربية والإقليمية والدولية وقراءة الحدث وتحليل المتغيرات في الفكر والسياسة، ولتكون منبراً مفتوحاً لجميع الآراء المتطلعة إلى المستقبل دون تمييز.

من نحن

تواصل معنا


info@ nedaa-post.com   

سوشال ميديا

Facebook Twitter Youtube Instagram Telegram Linkedin

© 2022 نداء بوست جميع الحقوق محفوظة 

نظام الأسد ينفي طلب مساعدة من إسرائيل لمواجهة تداعيات الزلزالالصحة العالمية: عدد ضحايا الزلزال قد يرتفع لثمانية أضعافالدفاع المدني السوري يكشف عن آخِر ضحايا الزلزال شمال غرب سوريةنتنياهو: تلقينا طلباً لتقديم المساعدة لجرحى الزلزال في سوريةتنفيذاً لأوامر أمير قطر جسر جوي من دولة قطر إلى تركيازلزال سورية وتركيا مباشرةالزلزال الأعنف في تاريخه يتسبب بانهيار المباني السكنية في دير الزور مئات القتلى والجرحى جراء زلزال عنيف 7.8 درجة ضرب تركيا وشمالي سوريةشجار كبير بين عناصر الأسد بريف دمشقبسبب العاصفة المطرية.. نازحو المخيمات في الرقة والحسكة يطلقون نداء استغاثةعالم يكتشف أحفورة دماغ سمكة عمرها 319 مليون عاممدارس السويداء تشكو البرد والصقيع والأهالي يرفضون إرسال أبنائهم“تحرير الشام” تعلن عن تنفيذ عملية انغماسية شمال اللاذقية وتقتل 10 عناصر من قوات الأسدعلماء يعملون على تطوير طريقة لإعادة طائر “الدودو” المنقرض منذ قرون للحياة مجدداًالمبعوث الألماني ستيفان شنيك يُشيد بباحثة سورية.. ما قصتها؟العاصفة الثلجية تتسبب بانهيار خيام النازحين شمال سوريةاستغاثات في مخيمات عرسال السورية لمنع وقوع كارثة بسبب العاصفة الثلجيةاعتقال 15 شخصاً على صلة بـ”داعش” في إسطنبولواقع خدمي سيئ يُلقي بظلاله على أهالي درعا“ليفربول” يُمنَى بهزيمة مذلّة أمام “وولفرهامبتون” في الدوري الإنجليزي 
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • أخبار العالم
    • الشرق الأوسط
    • دولي
    • أدوار خارجية
  • سورية
    • سياسي
    • ميداني
  • ملفات
    • اقتصاد
    • تحقيقات
    • ترجمات
  • مقالات رأي
  • حوارات
  • بروفايل
  • رياضة ومنوعات
    • صحة
    • سينما وتلفزيون
    • مجتمع
    • اكتشافات
    • سوشال ميديا
    • تكنولوجيا
    • رياضة
      • كأس العالم قطر 2022
  • ثقافة وفن
    • نصوص
    • كتب
    • حوارات ثقافية
    • تراث

© جميع الحقوق محفوظة نداء بوست