نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
بعد أكثر من خمسة أشهر على “أحداث الطيونة” التي شهدت مواجهات بين مناصرين من “حركة أمل” و”حزب الله” ومناصرين لحزب “القوات اللبنانية”، في منطقة الطيونة في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، أصدر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي -في تطور مفاجئ- ادعاءً على رئيس «القوات» سمير جعجع بـ”التورط” في تلك الأحداث.
ونسب عقيقي إلى جعجع ارتكاب جرائم التدخل المباشر بالقتل عمداً ومحاولة القتل، وإثارة النعرات الطائفية والحض على الفتنة والاقتتال الداخلي، وأحال الادعاء على قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوّان، وطلب منه استجواب جعجع واتخاذ القرار المناسب بحقّه.
القرار أثار استياء حزب “القوات” الذي حمّل “حزب الله” المسؤولية الكاملة عن أحداث الطيونة، واتهمه بتوتير الأجواء عشيّة الانتخابات النيابية بهدف تطييرها، بعد أن فشل فريق العهد بالممارسات السابقة لتطييرها.
أوساط حزب القوات اعتبرت “أنّ هذه الممارسات تدمير ممنهج للقضاء والعدالة في لبنان، يقوم به بعض القضاة استجابةً لبعض الأطراف السياسية، خصوصاً “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، للاقتصاص من أخصامهم السياسيين”.
وتوجّهت الأوساط وفق ما نقلت عنها “وكالة الأنباء المركزية” إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى ومدعي عام التمييز للتدخل فوراً ووضع حدٍّ لهذه الممارسات التي وصفتها بـ”الشاذة” التي تهدّد بتدمير ما تبقّى من القضاء والمؤسسات.
في المقابل، اعتبرت مصادر سياسية معارضة أنّ هذه القرارات بمثابة هدية مجانية لحزب القوات عشية الانتخابات النيابية، لتجييش الشارع المسيحي، وشد عصبه، والتفافه حول جعجع، وقالت المصادر لموقعنا: “إنّ ما يجري ليس إلاّ مسرحية أبطالها أحزاب السلطة، لشد عصب ساحاتهم قُبيل الانتخابات، وإعادتهم إلى مربع الطائفية والمذهبية من جديد”.
ودعت المصادر المُعارِضة الشعب اللبناني بكل أطيافه لأن يكون على قدر عالٍ من الوعي، وعدم الانجرار وراء الأحزاب التي دمرت البلد، وأوصلته إلى ما هو عليه اليوم، والمشاركة الكثيفة في الانتخابات المقبلة المقررة في الخامس عشر من أيار/ مايو لانّها مفصيلة في مستقبل لبنان واللبنانيين.
ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات النيابية في لبنان في الخامس عشر من أيار/ مايو المقبل، في ظل التخوُّف من تطييرها أو تأجيلها إلى موعد آخر.